وإسرائيل حريصة على اتفاقية السلام'' الحرب الحديثة تعتمد على الصواريخ وليس على مواجهة الجيوش وصف مساعد وزير الدفاع المصري وأستاذ العلوم الاستراتيجية، اللواء الدكتور نبيل فؤاد، في حوار مع ''الخبر''، ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة، عقب إعلان مصر وقفها تصدير الغاز لإسرائيل، ب''غير المدروسة''، ومؤكدا أن مصر قادرة على الدفاع عن حدودها، ولا تخشى إعادة بعث الفيلق العسكري الجنوبي الإسرائيلي الذي كان متخصصا في مواجهتها، واصفا ذلك بأنه حق مشروع. ما رأيكم في التصريحات الإسرائيلية الحادة وردود الفعل الغاضبة حول قرار مصر بقطع الغاز؟ بلا شك أن أي حدث مفاجئ تصحبه بعض التصريحات غير المدروسة، وبعد ذلك تبدأ عملية التفكير والإدلاء بالتصريحات، والمعروف عن وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أنه شخصية مندفعة وغير منضبطة، عكس بنيامين نتنياهو الذي كان تصريحه متوازنا، حيث قال إن الأزمة تجارية بين شركتين، وليس لها علاقة بالسياسة، ويجب أن نعرف أن إسرائيل حريصة على الإبقاء على اتفاقية ''كامب ديفيد'' أكثر من مصر. ألهذا السبب تفسرون التراجع الإسرائيلي في حدة التصريحات تجاه مصر؟ التصريحات كانت مجرد رد فعل مشروع، وبعد التفكير والتعقل عادوا وقالوا إن الأزمة تجارية وليس لها علاقة بالسياسة. وما رأيكم في تصريحات إسرائيل حول إعادة بعث الفيلق العسكري الجنوبي من جديد تحسبا لمواجهة مع مصر؟ لن يضيف أي شيء، وهو قرار ليس له معنى، وحسب اتفاقية كامب ديفيد، توجد منطقة تسمى بالمنطقة ''د''، وهي موجودة في أراضي إسرائيل وطولها 5 كيلومترات، ولا يستطيع أحد من إسرائيل الاقتراب منها إلا بكتائب مشاة بعدد محدود ودون معدات ثقيلة، مثل الدبابات وغيرها. وإذا أرادت إسرائيل إعادة بعث الفيلق خارج المنطقة ''د''، فهذا من حقها، ومن حق مصر أيضا تجهيز فيلق في أراضيها، ولكن في المقابل يجب علينا أن نكون حذرين ونراقب هذا الفيلق، ونرى أهدافه. لأن الحرب الحديثة ليست بحجم الجيوش، ولكن هي ما يسمى بالحرب المعلوماتية ، التي تعتمد على الصواريخ والقتال عن بعد. وماذا تقولون في تصريحات المشير طنطاوي بأن مصر ستقطع رجل أي عدو يقترب من أراضيها؟ كانت هناك مناورة داخل سيناء، وجرت العادة أنه في نهاية المناورة يلقي المشير طنطاوي كلمة، ومن الطبيعي أن يقول المشير هذا التصريح، لأن مصر لن تسمح بوقوع أي اعتداء على الحدود، وقواتنا الرئيسية دائما موجودة ومستعدة. لماذا كثرت إذن المناورات العسكرية المصرية في سيناء بعد الثورة؟ هناك خطط سنوية في مصر للمناورات في كل المناطق الحدودية، على مستوى المنطقة الغربية مع دولة ليبيا العربية الشقيقة، وعلى الحدود مع إسرائيل أيضا، والجيش الثالث الميداني قام بمناورتين، واحدة في المنطقة الغربية والأخرى في سيناء، والجيش الثاني قام بالمناورة الأخيرة. ما هي خلفية تهديد إسرائيل باحتلال سيناء في كل أزمة بين البلدين؟ سيناء موجودة في التاريخ اليهودي، وحينما أرادوا قيام دولة إسرائيل، اقترح الاحتلال البريطاني عليهم أماكن لقيام إسرائيل ومنها أوغندا وأمريكا الجنوبية والعريش المصرية، وقاموا بإرسال مجموعة من الخبراء والعلماء لدراسة الجيولوجيا ليروا إن كانت الأرض تصلح أم لا، وطبعا العريش موجودة في ذهنهم، وسيناء مذكورة في القرآن الكريم، فسيدنا موسى قضى فيها 40 يوما، وبعدها خرج من مصر في اتجاه القدس التي قضى فيها 40 عاما، ويوجد في سيناء حمام فرعون وجبل موسى، وهناك أشياء تاريخية تربطهم بسيناء، ومن هنا فسيناء موجودة في تاريخهم ويتمنون الاستيلاء عليها، ولكن مصر قادرة على حماية حدودها. هل اتفاقية السلام مع إسرائيل تجبر مصر على تصدير الغاز لإسرائيل؟ ليس لها علاقة باتفاقية السلام من بعيد أو من قريب، فاتفاقية السلام منفصلة عن ذلك تماما، ولا يوجد أي بند ينص على تصدير الغاز أو البترول إلى إسرائيل، والاتفاق كان بين شركتين مصريتين، والمؤكد أنه قبل الإعلان عن وقف تصدير الغاز، كانت هناك دراسة معمقة للموضوع بما فيها التحكيم الدولي، حتى لا يشكل هذا الموضوع أي خطر على مصر، وتصريح فايزة أبو النجا، وزيرة التعاون الدولي بأن مصر مستعدة لإعادة تصدير الغاز بأسعار جديدة، هو إعلان سياسي دبلوماسي، لأن أبو النجا تريد القول إن المشكلة بين شركتين وليس بين الدولتين، وهو ما يبعد مصر عن التحكيم الدولي. أتعتقدون فعلا أن قرار إلغاء تصدير الغاز لإسرائيل تجاري؟ أترك الإجابة عن السؤال لذكاء القارئ. وهل مصر قادرة على مواجهة إسرائيل في حال الهجوم عليها؟ نحن فعلا قادرون على الدفاع عن حدودنا، وليست لدينا أطماع في أراضي إسرائيل، ونحن نخطط ومستعدون لأي مواجهة، وسنقطع يد كل من يفكر في الاقتراب من حدود مصر.