تكون المرأة طول مدة الحمل الذي يدوم من 260 إلى 290 يوم، عرضة لتحوّلات وظواهر وأعراض عدّة منذ بدايته، حيث تنتابها علامات وظيفية ونفسية تشغل كامل وقتها وتفكيرها إلى نهايته، وتمثل امتحانا صعبا بالنسبة لها، سواء كان هذا حملها الأول أو الأخير. تحس المرأة الحامل بتحوّلات عدّة تطرأ على جسدها ووظائفها وحواسها، وتشاهد هذه التحوّلات وتحس بها خلال هذه المدة الزمنية التي تمر بثلاثة مراحل. ففي الثلاثي الأول من الحمل، تعيش المرأة نوبات متكرّرة من الغثيان والتقيؤ، واضطراب الشهية والإمساك، تليها علامات عصبية تتمثل في التأثر والقلق والعياء والنعاس. بينما تهدأ الأعراض في الثلاثي الثاني لتظهر أخرى، كالإحساس بحركات الجنين التي تحس بها الأم منذ الشهر الرابع أكثر فأكثر، وتحس ببطنها يكبر ووزنها يزيد، وتتبعها أوجاع البطن وأعراض أخرى. لتتصاعد أوجاع البطن، بسبب حجم الرحم الذي يزداد ويضغط بذلك على الأمعاء وباقي الأعضاء، مع تشنجات عضلية، الأرق وتزايد آلام الظهر في الثلاثي الثالث. وفي هذه الفترة، يزداد وزن المرأة بأكثر من 5, 1 كلغ كل شهر، وتحس بتسارع نبضات القلب والعياء وصعوبة كبيرة أثناء الجلوس، نظرا لتقوس أكثر للظهر، والذي يسبب في نفس الوقت أوجاعا حادة. كل هذه الأعراض تعيق حياة المرأة الحامل التي قد تجد نفسها غير قادرة على الصيام، خاصة إذا كانت ضعيفة من قبل، ونظرا لطول النهار وحرارة الجو، حيث تتعرّض للتعب أكثر وتبقى عرضة للجفاف الذي يمثل خطرا عليها، فهي تحتاج في رمضان إلى راحة أكثر وإلى النوم أكثر من 8 ساعات كل ليلة، مع تحسين وجباتها الغذائية، بإضافة ما يقارب 200 كلوري في الثلاثي الثاني، و300 كلوري في الثلاثي الثالث إلى حصتها المألوفة من قبل، وشرب الماء بكثرة مع الاعتناء بالنظافة الجسدية، والقيام من وقت لآخر برفع الساقين لتسهيل عودة الدم، وعدم الإكثار من الملح.