اعتبر المحلل السياسي التركي فائق بلط أن مقتل خمسة أتراك في قصف سوري لن يؤدي على الأغلب إلى حرب طاحنة بين البلدين ولكنه ميدانيا سيسمح بقيام منطقة عازلة شمال سوريا بعد انسحاب الجيش السوري خمسة إلى عشرة كيلومترات خلف الحدود الدولية لتجنب أي اشتباكات. ما هي تداعيات مقتل خمسة أتراك على الوضع في سوريا؟ النتيجة واضحة ولكن خلفيات الحادث غير واضحة، فالحكومة السورية نفت أن تكون الوحدات السورية هي التي قصفت القرية التركية وحملت المسؤولية لعناصر منفلتة من المعارضة، وقد تكون هذه العناصر تسعى لتوريط تركيا في هذه العملية. هل من الممكن أن يؤدي تفويض البرلمان الحكومة للقيام بعمليات مسلحة خارج الحدود إلى اندلاع حرب ضد سوريا؟ البرلمان وافق على تفويض الجيش والحكومة بالقيام بعمليات واسعة النطاق خارج الحدود ورد الجيش كان بالمثل، ولكني لا أعتقد بأن تبادل القصف سيؤدي إلى حرب بين تركيا وسوريا لأنه سيكون اشتباك محدود بالزمان والمكان، إلا إذا حدث تطور من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع الحرب. هل سيؤدي هذا الحادث إلى تسريع وتيرة تسليح تركيا للمعارضة أم أنه سيوقف عمليات التسليح؟ أعتقد بأن الحكومة التركية ستستمر في دعمها للمعارضة السورية المسلحة بكل الأشكال، وقد تكون هذه حادثة كبيرة قد تؤدي ميدانيا إلى خلق مناطق عازلة داخل الأراضي السورية، لأن الجيش السوري عمليا انسحب بمسافة تتراوح ما بين 5 إلى 10 كيلومترات خلف الحدود لتجنب أي قتال. فالحكومة التركية تعتبر نفسها طرفا في الصراع في الأزمة السورية، رغم أنها تقول بأنها مع الشعب وليست مع المعارضة، ولكن الحقيقة أن الحكومة التركية تدعم المعارضة السورية وتتحمل كل الأعباء الناتجة عن هذا الصراع. لماذا ردت تركيا بسرعة عسكريا قبل أن تتأكد من مصدر القصف؟ حدثت ثلاثة أحداث.. الأول إطلاق نار على لاجئين سوريين داخل الأراضي التركية، ثم إسقاط طائرة تركية مقاتلة، وبعدها قصف قرية تركية، فكان رد تركيا بقصف مواقع عسكرية سورية من باب احترام النفس وحفاظا على الدولة التركية العثمانية.