حادثة ملعب 5 جويلية الأولمبي ليست عابرة ولا الأولى في تاريخ الملاعب الجزائرية، فقد سبق قبل حادثة أول أمس تسجيل أحداث أكثر خطورة، بسبب الإهمال وهشاشة البنايات العتيقة للملاعب الجزائرية التي افتقدت لأدنى شروط السلامة والأمن. الجميع يتذكر حادثة ملعب 20 أوت 1955 بالعناصر سنة 1982، قبل انطلاق مباراة نصر حسين داي أمام مولودية الجزائر، فبمجرّد دخول رابح ماجر ورفقائه إلى أرضية الميدان انهارت سطح مدرّجات المنعرج على المناصرين، بعدما صعد عدد كبير منهم فوق سطح المدرّجات، فكانت الحصيلة خسائر في الأرواح وإصابات كثيرة. وشهد ملعب مصطفى تشاكر “الجديد” في البليدة حدثا مماثلا سنة 2008 في نهائي كأس رابطة أبطال العرب بين وفاق سطيف والوداد البيضاوي المغربي، حين انهار سياج المدرّجات، وخلّف ذلك وفاة شخص وعدة إصابات بسبب الحضور الجماهيري الغفير، ما دفع الاتحاد العربي والراعي الرسمي للمنافسة وقتها لاتخاذ قرار بتحديد مكان إجراء المباريات النهائية وعدم تحديدها عن طريق سحب القرعة، كون العرب اقتنعوا بأن التنظيم كان غائبا في “ملاعب الموت” بالجزائر. ودون الحديث عن أحداث أخرى خلّفت ضحايا في الملاعب الجزائرية بسبب غياب الأمن وعدم تأطير المناصرين الذين سقط بعضهم من أعالي المدرّجات، مثلما حدث بالملعب الأولمبي العام الماضي حين توفي أحد مناصري العميد، وسقوط مناصر آخر بملعب زيوي بحسين داي، فإن ما حدث بأكبر ملعب في الجزائر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الملاعب الجزائرية أصبحت مصدر خطر على أرواح المناصرين. وباعتبار أن أغلبية الملاعب الجزائرية تم إنجازها في سنوات السبعينيات والثمانينيات، يطرح السؤال هنا هل ملاعبنا آمنة بعد مرور زمن طويل عن إنجازها؟