أثنى الرئيس الفرنسي الأسبق "فاليري جيسكار ديستان"، على الرئيس الراحل هواري بومدين، واعتبره بالشخصية الفريدة، وأوضح في حوار مطول مع القناة البرلمانية الفرنسية "آل سي بي" بث جزئه الثاني أول أمس، أن الزيارة التي قادته للجزائر سنة 1975، انطلقت من الإرث الديغولي الذي يعتبر أن ما جرى بين البلدين في الماضي انتهى، وقال :"كنا أمتين مستقلتين، ندافع عن مصالحنا، وعن إمكانية الوصول إلى اقامة علاقات عادية". وذكر ديستان، وهو يستعرض علاقاته بأهم زعماء العالم، من رونالد ريغان، إلى الزعيم الصيني دينغ زياوبينغ، مرورا بالسينيغالي ليوبولد سينغور، أن لقائه مع بومدين جرى في ظروف عادية غير متشنجة، نظرا لكون "البلدين تركا ثقل التاريخ ورائهما". وعلى خلاف رأي المحاور فرديريك متيران، الذي اعتبر هواري بومدين كرجل "مختلف، يتكلم الفرنسية قليلا، وينتمي لحركات التحرر، ويصعب التحكم فيه"، قال ديستان بكثير من الاعتزاز:"كان بومدين وديا ومستقيما"، وأوضح أن لقائه بالرئيس الجزائري اتسم "بالراهنية". كما توقف ديستان الذي شغل منصب رئيس الجمهورية الفرنسية بين 1974 و 1981، عند مرض الرئيس بومدين، وقال :"ألم به المرض، وتوجه إلى موسكو من أجل العلاج، لماذا؟ لا أعرف، لا علم لي بطبيعة مرضه"، وأضاف أنه أرسل لبومدين ببرقية لدى عبور الطائرة الرئاسية للأجواء الفرنسية، مضيفا :"رد بومدين ببرقية رائعة، في غاية الود". واستعاد جيسكار ديستان مقاطع من برقية الرئيس بومدين، ظل يحفظها عن ظهر قلب، ورددها كما يلي :"أنا متأثر جدا بالتفاتتكم التي لم تفاجئني "، وهذا يعني أننا مقبلون على فتح فصل جديد أكثر ايجابية في علاقاتنا الجزائرية الفرنسية. وسوف أسهر على ذلك بمجرد عودتي إلى الجزائر". وتأسف ديستان على رحيل بومدين قبل عودة الدفء للعلاقات الجزائر الفرنسية، وعلق قائلا :"انها بمثابة فرصة ضائعة".