أضرم شاب تونسي النار في جسده، مساء الخميس، بشارع الحبيب بورقيبة في العاصمة. ونقلت قناة "نسمة" التونسية أن الشاب المذكور في الثلاثين من عمره، وأنه أُصيب بحروق من الدرجة الأولى، بكامل جسده. وحسب الناطق الرسمي باسم الحماية المدنيّة، معز تريعة، فقد تمّ نقل الشاب على جناح السرعة، إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس، لتلقي الإسعافات اللازمة. يشار إلى أن الشاب الذي أضرم النار في جسده من أصحاب الشهادات العليا وقد أقدم على فعلته، بسبب مطالب اجتماعية. يذكر أن التحركات الاحتجاجية تشعل الشارع التونسي بشكل شبه يومي منذ ثورة يناير 2011، لتصبح الناطق الرئيسي باسم المهمشين ممن ضاقت بهم سبل الحياة وممن ذاقوا البطالة لسنوات. ولم تفلح أي من الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، على اختلاف طبيعتها ومكوناتها وبرامجها، في إطفاء لهيب الاحتجاجات التي تزداد وتيرتها بشكل سنوي في مختلف ربوع الجمهورية التونسية، والتي عادة ما يكون التشغيل والتنمية شعارها الأساسي. وكشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (منظمة غير حكومية) في تقرير حديث له، أن عدد الاحتجاجات خلال شهر أوت الماضي بلغ 397 تحركا احتجاجيا أي بمعدل 12 احتجاجا في اليوم. ويمثل العاطلون عن العمل، وفقا للتقرير الحقوقي، الفاعل الأساسي في الاحتجاجات بنسبة بلغت 45%، يليهم أصحاب الشهادات العليا ب 20%، ثم العمال ب 17% فيما يتوزع باقي المحتجين على الأهالي والفلاحين وعمال الحظائر.