ستقوم قوات جنوب إفريقيا في مقاطعة كوازولو ناتال (شرق) وفي جوهانسبورغ بمؤازرة الشرطة في كبح أعمال العنف المتواصلة منذ الجمعة، على خلفية إيداع الرئيس السابق جاكوب زوما السجن، وفق ما ذكر الجيش الإثنين في بيان. والذي أضاف بأنه سيتم تحديد مدة الانتشار وعدد الجنود "وفقا لتقدير الشرطة للوضع الميداني". وشوهد جنود يقومون بدوريات في شوارع بيترماريتسبرغ ظهر الإثنين، لكن الجيش قال في بيانه إن "الانتشار سيبدأ بمجرد الانتهاء من جميع العمليات" التحضيرية. تواصلت أعمال نهب وإضرام نيران في البلاد الإثنين، في يوم رابع من أعمال العنف التي بدأت أساسا إثر سجن الرئيس السابق لكنها باتت الآن تأخذ منحى إجراميا ممزوجاً باليأس الاقتصادي الذي تعزز بسبب القيود المفروضة منذ منتصف جوان لمواجهة موجة ثالثة من فيروس كورونا. وسجن جاكوب زوما الخميس بعدما حكم عليه بالسجن 15 شهرا في نهاية جوان بتهمة تحقير القضاء. لكن شخصية المناضل السابق ضد الفصل العنصري و"الرجل العصامي" الذي تدرج في كل الرتب، لا تزال تحظى بشعبية وتثير الإعجاب خصوصا في مسقط رأسه. ينحصر دور الجيش في "ضمان الأمن وسلامة بيئة العمل حتى تتمكن الشرطة" من أداء عملها في شروط أفضل، بحسب الجيش، فيما خرج الوضع عن سيطرة الشرطة المنتشرة على نطاق واسع خلال الأيام الأخيرة. وسُدت طرقات فيما اجتاحت حشود مراكز تسوق. وبثت القنوات التلفزيونية المحلية لقطات مباشرة للأوضاع التي عمها التوتر في مقاطعة كوازولو ناتال (شرق)، حيث أودع زوما السجن الخميس واندلعت غداة ذلك أولى مظاهر الغضب، إضافة إلى العاصمة الاقتصادية جوهانسبرغ. أظهرت هذه المشاهد تصاعد سحابة من الدخان الأسود فوق مركز تسوق في بيترماريتسبرغ (شرق) وتدافع أشخاص نحو مدخل المبنى المحترق لنهبه، بينما خرج آخرون بعربات تسوق محملة بالبضائع. تعرض متجر في إشوي، وهي بلدة تبعد حوالى ثلاثين كيلومتراً من نكاندلا، حيث يمتلك زوما منزلاً فخماً تم تجديده على نفقة دافعي الضرائب إبان ولايته الرئاسية (2009-2018)، للنهب صباح الإثنين قبل أن تصل الشرطة لتفريق الحشد بإطلاق الرصاص المطاط، على غرار ما حدث في اليوم السابق في الأحياء الفقيرة بجوهانسبرغ. أُضرمت النيران في شاحنات على امتداد طريق يربط بين المدن بالقرب من دوربان، وهو ميناء رئيسي في جنوب أفريقيا، إلى جانب عشرات السيارات في المنطقتين المتضررتين. تواصلت أعمال النهب في جوهانسبرغ ليل الأحد الإثنين. وفي الصباح كانت أجزاء من الطريق السريع لا تزال مغلقة، بحسب الشرطة التي أشارت إلى توقيف العشرات من المشتبه بهم. جدد الرئيس سيريل رامابوزا مساء الأحد دعوته إلى التهدئة، معربا عن قلقه من أعمال العنف "المتقطعة والتي تزداد حدة". وقال الرئيس إن "البعض يشعر بالإهانة والغضب بلا شك، لكن لا شيء يبرر مثل هذه الأعمال التخريبية" التي تؤدي إلى إلحاق الضرر بالاقتصاد الهش.