أنفقت الأسر الجزائرية 915.5 مليار دج على السكن وأعبائه، بمعدل شهري يصل إلى 12178 دج شهريا. وتمثل النفقات على السكن أهم حصة من ميزانية الأسر ضمن المواد غير الغذائية بنسبة 20.4 بالمائة من إجمالي ميزانية الأسرة، فيما بلغت المصاريف المخصصة للملابس 363.5 مليار دج، وهو ما يمثل نسبة 8.1 بالمائة من إجمالي مصاريف العائلة خلال السنة. وبالنسبة للسكن فتم تسجيل فارق كبير جدا بين النفقات المخصصة له في المناطق الحضرية وتلك التي تسجَّل في المناطق الريفية؛ إذ بلغت في الأولى 703.8 مليار دج، وفي الثانية 211.7 مليار دج. ويظهر الفرق في المعدل الشهري للإنفاق على السكن الذي يبلغ 13709 دج في الوسط الحضري، و8879 دج في الوسط الريفي. أما بالنسبة للملابس فتوضح الإحصائيات أن الأسرة الواحدة تنفق أكثر من 58 ألف دج سنويا على الملابس، بمعدل 4835 دج شهريا، فيما يقدَّر المبلغ المخصص لاقتناء الملابس لكل فرد في المتوسط، ب 9900 دج. ويرتفع الإنفاق على الملابس والأحذية كلما اتجهنا إلى المناطق الحضرية التي تخصص الأسر بها ضِعف ما تخصصه الأسر في المناطق الريفية لهذا النوع من المقتنيات؛ حيث بلغ إجمالي النفقات بالنسبة للأسر الحضرية، أكثر من 261 مليار دج، فيما لم يقدَّر بأكثر من 101 مليار دج بالنسبة للأسر الريفية. وهناك فرق في قيمة الأعباء التي تخص السكن والملابس بين الأسر الميسورة والأسر المعوزة، حيث تقول الدراسة التي أجراها الديوان الوطني للإحصائيات، إنه كلما ارتفع مستوى معيشة الأسر زاد إنفاقها على أعباء السكن وعلى الملابس، والفرق يكون أوضح في الوسط الحضري منه في الوسط الريفي؛ حيث تتلاشى الفروق الكبيرة بين الأسر. وحسب الأرقام فإن الأسر الأكثر يسرا تنفق على الملابس 4.7 مرات أكثر من الأسر الأكثر عوزا. وما يساهم في زيادة الإنفاق على السكن لاسيما في الوسط الحضري هو ارتفاع أسعار الكراء، الذي يمتص أكبر نسبة من النفقات الموجهة للسكان وأعبائه، حيث يسجَّل ارتفاع في الكراء في الوسط الحضري بأربع مرات مقارنة بالوسط الريفي. وتخصص الأسرة الجزائرية أكثر من 50 بالمائة من النفقات الموجهة للملابس للبالغين رجالا ونساء بالمساواة بين الجنسين، ولكن يظهر الاختلاف واضحا بين المناطق الحضرية والريفية، ففي حين نجد أن في الأولى تنفق النساء على الملابس أكثر من الرجال الحضريين وأكثر من النساء الريفيات، فإن الأمر ينعكس في الثانية؛ حيث ينفق الرجال أكثر من أقرانهم في المناطق الحضرية وأكثر من النساء في الريف. وبالنسبة للأطفال فيخصَّص لهم 19.8 بالمائة من النفقات على الملابس، منها 5.5 بالمائة موجهة لاقتناء الأحذية. وتضاعفت الميزانية المخصصة للسكن وأعبائه خلال عشر سنوات بأكثر من أربع مرات، في حين عرفت حصص الميزانية المخصصة للملابس تضاعفا ثلاث مرات في عشرية. كما أن الملاحَظ هو ارتفاع طفيف في نفقات الأسر المعوزة على الملابس والأحذية في نفس الفترة، مقارنة بالأسر الأكثر يسرا. وانتقلت النفقات الشهرية على الملابس والأحذية من 2377 دج في 2000 إلى 4835 دج في 2011. للإشارة، فإن التحقيق الذي أجراه الديوان الوطني للإحصاء في 2011، يهدف إلى دراسة مستوى معيشة الأسر الجزائرية في كل عشرية، وهو آخر تقرير ينشره الديوان، وشمل عيّنة تضم 12150 عائلة، ودام سنة كاملة.