أجمع مختلف التقنيين الجزائريين الذين اتصلت بهم "المساء" على أن سادس موسم من دوري المحترفين الذي أسدل عليه الستار يوم الجمعة الماضي، لم يرق إلى تطلعات وأمال عشاقه وحتى المتتبعين، ورغم كثرة التبريرات إلا أن الجميع التقى في عدة قواسم مشتركة، منها التحكيم الذي كان في العديد من المناسبات سبب الإخفاقات، مما أدى إلى تعالي الأصوات ولجوء بعض الأطراف الفاعلة إلى تبادل التهم علنا. رئيس اللجنة الفيدرالية للتحكيم التابعة للاتحادية الوطنية لكرة القدم، خليل حموم المتواجد في قفص الاتهام، يحاول الدفاع في كل خرجاته الإعلامية عن سلك التحكيم، متعهدا بمواصلة تحسين مستواه. وقال حموم في هذا السياق؛ "الخطأ إنساني، لكن لا أقبل أن تكون الأخطاء متعمدة من طرف الحكم.. أعترف بوجود أخطاء، لكن بصفة إجمالية نحن راضون عن حكام شبان، على غرار بن براهم، بوخالفة، بكواسة وعراب وآخرون تألقوا في مهمتهم، عليهم المواصلة على هذا المنوال لتحسين مستواهم". وقد نتجت عدة أخطاء تحكيمية مثيرة للجدل خلال الموسم الماضي، من بينها لقاء الدور نصف النهائي لكأس الجزائر بين نصر حسين داي واتحاد بلعباس (1-0) يوم 14 أفريل الماضي. وكان نصر حسين داي قد سجل الهدف الوحيد في الأنفاس الأخيرة من اللقاء بعد تنفيذ تماس كان من المفترض أن يعود لاتحاد بلعباس. وقد احتج ممثل "المكرة" كثيرا على تأهل النصرية، حيث اتصل مسيروه بكل الهيئات الكروية الوطنية، من بينها (الفاف) على أمل استعادة حقوقهم، لكن دون جدوى. كما حدثت بعد أيام أخطاء تحكيمية أخرى خلال الداربي العاصمي بين اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر (2-2) في إطار البطولة، احتج عليها الفريقان مطولا. وحسب المختصين، فإن حكم المباراة فاروق ميال احتسب هدفين غير شرعيين (هدف لكل فريق). واعتبر رئيس لجنة الحكام خليل حموم يوم 9 أفريل الماضي، بأن تحسن مستوى التحكيم الجزائري يمر حتما عبر التكوين. مباشرة، جاء رد فعل الحكم الدولي ورئيس لجنة التحكيم سابقا بلعيد لاكارن الذي انتقد مستوى تكوين الحكام في الجزائر، محملا الرابطات الجهوية والولائية المسؤولية، مطالبا في نفس الوقت باحترافية التحكيم. وقال لا كارن الذي استقال من لجنة التحكيم عام 2014، ليعوض بحموم في هذا السياق؛ "تتوفر هذه الرابطات على إمكانيات هائلة، لكن عوض تكوين حكامها توجد (الفاف) مضطرة لاستخلافها، وحان الوقت لإدخال التحكيم عالم الاحتراف والاقتداء بالكرة العالمية". ولأول مرة خلال الموسم الجاري، قامت لجنة التحكيم بعدم الإعلان عن الحكام من أجل التقليل من الضغط ووضعهم في أحسن الظروف الممكنة قبل المباريات المكلفين بإدارتها. وكان رئيس (الفاف) محمد راوراوة قد جدد خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد في شهر مارس المنصرم، ثقته في خليل حموم، رغم كل الأخطاء التحكيمية والانتقادات التي وجهت للمسؤول الأول على الحكام.
