تحولت الوضعية المزرية التي آلت إليها مقبرة "موكصيب" بالرماضنية (الكاليتوس) في الجزائر العاصمة، محل انشغال كبير من قبل السكان وقاطني المنطقة، الذين ناشدوا السلطات المحلية التدخّل من أجل إعادة تهيئتها وحمايتها وتطهيرها من بعض المنحرفين والحيوانات الضالة التي اتخذتها مرتعا لها. وطالب السكان القاطنون بالقرب من هذه المقبرة، بضرورة التعجيل في إعادة تهيئتها من خلال إزالة الحشائش والأحجار والردوم المتواجدة بمحيطها، وتنظيف القبور والممرات التي تتوسطها ولا تكاد تظهر بسبب الأحراش التي أضحت تغطيها، مما يجعل الكثير من الزوار يبحثون لفترة طويلة عن قبور موتاهم. أدت هذه الوضعية بالعديد من العائلات التي تزور المقبرة لاسيما يوم الجمعة، إلى التساؤل عن دور المصالح المختصة بالبلدية في التكفّل بهذه الأمور باعتبارها الجهة المسيّرة لها، معتبرة دور حارس المقبرة غبر كاف لتدارك الوضع لأنه مكلف فقط بحراسة المكان وتحديد أماكن حفر القبور لدفن الموتى. كما أن دور هذا الحارس لم يعد كافيا، خاصة من ناحية حماية المكان من دخول الحيوانات الضالة كالكلاب والخنازير البرية، وهو ما يتطلّب تجنّد المصالح الأمنية المختصة للقضاء على هذه الحيوانات التي تقوم بتدنيس هذا المكان المقدّس. كما يضاف إلى هذه الانشغالات-حسب بعض القاطنين بعين المكان- هاجس آخر يتعلق بانتهاك حرمة المقبرة والموتى من قبل الشباب المنحرفين اللصوص خاصة في وقت المساء وفي الأوقات الليلية، حيث يتخذون من محيط المقبرة مكانا للسمر وممارسة الرذيلة وتعاطي الممنوعات، وهو ما أثّر سلبا على حياة السكان المجاورين للمكان الذين باتوا يشتكون من الازعاج الكبير الناجم عن هؤلاء المنحرفين. في حين يجد الكثير من المسبوقين قضائيا ضالتهم في هذه المقبرة التي اتخذوها مكانا ملائما للتموّه والاختفاء للنصب والتعدي على المارة بالطريق المحاذي لها، وسط غياب تام للأمن أو مركز قريب للشرطة يضع حدا لهذه التصرفات. ويذكر أن السكان طالبوا في عدة مرات سابقة من الجهات المعنية، بالتعجيل في توفير الأمن بإقامة حاجز أمني قرب المقبرة أو مركز جواري للشرطة يعيد الأمن والأمان إلى هذه المنطقة ويطهّر فضاء المقبرة من ممارسات المنحرفين التي شوّهت المكان كثيرا. كما اقترحوا تخصيص عقار آخر لتحويله إلى مقبرة جديدة، تضع حدا لحالة التشبّع الذي تعرفه مقبرة "موكصيب". وتفضل العديد من العائلات دفن موتاها بهذه المقبرة لقربها من عدة أحياء كالشراربة وأولاد الحاج.. وهو ما كان سببا في السّير نحو تشبّعها.