تعهد الوزير الأول اللبناني سعد الحريري، أمس، بالعودة إلى بلاده يوم الأربعاء القادم، بمناسبة العيد الوطني اللبناني ضمن خطوة لإنهاء الأزمة السياسية التي تسبب فيها بإقدامه على إعلان استقالته من منصبه انطلاقا من العاصمة السعودية. وتعهد الوزير الأول اللبناني في أول تصريح يدلي به لدى وصوله إلى العاصمة الفرنسية باريس، أنه سيكشف بمجرد وصوله إلى بيروت عن الأسباب التي جعلته يعلن عن استقالته بالعاصمة السعودية ليضع بذلك حدا لكل الإشاعات التي راجت حول الدوافع التي جعلته يقدم على خرجته التي أثارت سيلا من الانتقادات التي أعابت عليه فعل ذلك من عاصمة أجنبية. وأجرى الوزير الأول اللبناني سعد الحريري، مباشرة بعد وصوله إلى العاصمة الفرنسية قادما إليها من العاصمة السعودية محادثات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة التي خلّفتها خرجة المسؤول اللبناني وبقائه في العربية السعودية طيلة 13 يوما دون أن يقدم مبررات مقبولة للرئيس اللبناني، الذي لم يتوان في اتهام السلطات السعودية باحتجازه وحرمانه من حرية حركته. ووصل الحريري رفقة أعضاء أسرته إلى باريس فجر أمس، على متن طائرة خاصة وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث نقل إلى مقر إقامته بالعاصمة الفرنسية قبل استقباله بصفته وزيرا أول لدولة لبنان. وتدخلت الرئاسة الفرنسية في هذه الأزمة واستدعى الأمر تنقل وزيرها للخارجية جون ايف لودريان، إلى العاصمة الرياض، حيث بحث مع ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز، سبل إيجاد مخرج للأزمة التي تسبب فيها بقاء الحريري في العربية السعودية طيلة كل تلك المدة وتم التوصل بعدها إلى حل توافقي يقضي باستقباله في باريس، على أن ينتقل بعدها إلى بيروت لحسم أمر استقالته أو التراجع عنها أمام الرئيس ميشال عون، الذي أصر على عودته وتبرير قرار استقالته. وبدأت قضية الحريري، تأخذ أبعادا دولية بعد أن رحبت السلطات الألمانية بانفراج الأزمة التي قالت برلين إنها جاءت وسط مخاوف متزايدة من وضع غير مستقر في كل منطقة الشرق الأوسط وطالبت كل القوى الإقليمية إلى تخفيف حدة هذا التوتر. وهي التصريحات التي جعلت السلطات السعودية تستدعي سفيرها في ألمانيا احتجاجا على تصريحات وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال التي أوحى بأن الحريري، واقع تحت تأثير السلطات السعودية. وقالت الخارجية السعودية في بيان الاحتجاج إن هذه التصريحات ليست عفوية ولكنها اعتمدت على معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة وهو ما يزيد في حالة اللااستقرار في المنطقة. وكان وزير الخارجية الألماني أكد لدى استقباله نظيره اللبناني جبران باسل، نهاية الأسبوع الماضي، بالعاصمة برلين أنه يخشى بأن يقع لبنان ضحية مواجهات سياسية وحتى عسكرية في تلميح إلى ما يتردد حول مؤشرات تصعيد عسكري في المنطقة بين العربية السعودية وإيران على خلفية الاتهامات بضلوع إيران في التأثير على السلطات اللبنانية عبر حزب الله.