أظهرت دراسة حديثة أعدها مرصد حقوق الطفل بالتعاون مع الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث حول "جرائم الانترنت والطفولة في الجزائر" أن عدة آباء يسمحون لأبنائهم باستخدام الانترنت سواء في البيت العائلي أو في منزل الاصدقاء أو في نوادي الانترنت دون مراقبة، مما يترجم نقص الوعي حول المخاطر الناجمة عن سوء استخدام هذه التقنية الجديدة للاتصال، والتي قد تهدد تربية الابناء مباشرة من خلال تعريضهم الى مشاهد العنف والاباحية الى جانب المواقع المروجة للإرهاب. وشملت عينة الدراسة التي نشرت في كتاب يحمل عنوان "جرائم الانترنت والطفولة في الجزائر" 975 طفلا منهم 548 ذكرا و 427 أنثى ينتمون الى 10 بلديات مختلفة على مستوى العاصمة، حيث طرح عليهم 16 سؤالا لمعرفة مدى علاقتهم بالتقنيات الجديدة لوسائل الاعلام والاتصال. وخلصت الدراسة الى أن الاطفال في الجزائر ليسوا بمنأى عن خطر جرائم الانترنت، لاسيما وأن الجزائر وروسيا مصنفتان ضمن الدول الاكثر تسجيلا لظاهرة انحراف الاحداث. وجاءت نتائج الدراسة بناء على تقسيم عينة البحث الى أربع مجموعات، شملت الاولى 300 طفل في نوادي الانترنت، وتعلقت الثانية ب 141 تلميذا يدرسون في الابتدائية، وفيما استهدفت المجموعة الثالثة 264 تلميذا يدرسون في الاكماليات، وشملت المجموعة الرابعة 270 تلميذا في الطور الثانوي. وبينت اجابات المستجوبين أن 23.89? من الآباء مقابل 13.79 ? من أمهات الاطفال يعانون من الامية، في حين أن 43.69? من الاباء مقابل 49.02? من الامهات يملكون مستوى تعليميا يتأرجح بين الابتدائي والثانوي، في حين 32.82? من الاباء مقابل 18.76? من الامهات لديهم مستوى جامعي. كما كشفت الاستجوابات أن 56.26? من عائلات الاطفال المبحوثين يملكون جهاز كمبيوتر واحد، فيما يملك 8? منهم أكثر من جهاز كمبيوتر، إضافة الى أن ثلث الأسر مربوطة بشبكة الانترنت. ووجد معدو الدراسة أن 72.25? من اطفال الاسر المربوطة بشبكة الانترنت يستخدمون هذه الاخيرة بحرية في المنزل، وعلاوة على ذلك اجاب 68.75? منهم بأن أولياءهم يسمحون لهم بالتردد على نوادي الانترنت، واتضح أيضا أن 66.25? من الاطفال يسمح لهم باستخدام تقنية الانترنت في منزل الاصدقاء، وأن 43.5? يلجأون الى غرف الدردشة، وهي نسبة معتبرة باعتبار أنها لا تشمل تلاميذ الابتدائية. وابرزت الارقام أن 30.5? من الاطفال المبحوثين تلقوا عروضا للحصول على هدايا والاستفادة من أسفار من طرف مجهول، مقابل 46.5? صدموا جراء مشاهدة صور إباحية، ومن ناحية أخرى اتصح أن 48? من الاطفال المبحوثين سمعوا عن جرائم الانترنت، وهي نتيجة مهمة إذا استثنينا أطفال المدارس الابتدائية الذين لم يفهموا السؤال، والملفت ايضا ان 80.25? من الاطفال يرون أن حماية الطفل من مخاطر الانترنت ضرورة. وبموجب هذه المعطيات استنتج فريق البحث ان الجزائريين متفتحون على التقنيات الجديدة للاعلام والاتصال، كما أن عدة أسر تتعامل معها بثقة كبيرة يعكسها السماح للاطفال باستخدام الانترنت دون مراقبة. وينصح معد الكتاب الدكتور مصطفى خياطي الاولياء بمراقبة الابناء لدى استخدامهم لهذه التقنية التي تهدد تربية الابناء رغم دورها الايجابي في الحياة اليومية، حيث تشير الارقام الى أن 1.5 مليون جزائري يواضبون على استخدام الانترنت، والبعض منهم يتخذون من نوادي الانترنت مرتعا للاطلاع على المواقع الاباحية، الأمر الذي يشكل خطرا على الاطفال في غياب لوائح تحظر توجيههم الى هذه الاماكن وتحميهم من جرائم الانترنت المتعددة.