قالت البرلمانية النرويجية, هيغي باي نيهولت, أن هجوم قوات الاحتلال الصهيوني على سفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية, يندرج في إطار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني, حسبما نقلته مصادر إعلامية اليوم الثلاثاء. وأوضحت البرلمانية أن "أمن النرويج يعتمد على احترام القانون البحري, وفي مقدمته اتفاقية الأممالمتحدة لقانون البحار, وخاصة --كما قالت-- أننا نحصل على معظم نفطنا وأسماكنا من المياه الدولية, هذا دون الحديث عن أسطول الشحن النرويجي (الذي يجوب المياه الدولية)". وأضافت نيهولت أنه إذا سمح للكيان الصهيوني بمهاجمة السفن المدنية والصعود إليها واحتجازها بشكل غير قانوني في المياه الدولية, "فإننا نفتح الباب أمام دول أخرى لفعل الشيء نفسه". وتابعت قائلة: "ستتذكر دول الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية,دوما, أننا سمحنا بانتهاك القانون دون عقاب دون عواقب, باستثناء بيان أو تصريح هنا أو هناك". وأوضحت أن الاحتلال الصهيوني يفرض حصارا بحريا غير قانوني لتجويع المدنيين في قطاع غزة على نطاق واسع في انتهاك مباشر لأمر محكمة العدل الدولية الصادر في 28 مارس 2024, والذي يلزمها بالسماح بدخول الغذاء والمساعدات الإنسانية. وأكدت نيهولت أن الحزب الأحمر الذي تنتمي له, نجح في حشد الدعم لاعتراف النرويج بدولة فلسطين, مشيرة إلى أن المعركة القادمة ستكون لفرض عقوبات على الاحتلال الصهيوني وإدانة الإبادة الجماعية التي يرتكبها. وسبق أن شاركت نيهولت في مبادرات سابقة أطلقها تحالف أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة على غرار "أسطول الحرية 2", الذي حالت صعوبات عدة دون انطلاقه العام الماضي من إسطنبول, إلى جانب سفينة "حنظلة" التي جابت عام 2023 أغلب الموانئ وهي ترفع العلمين النرويجيوالفلسطيني للمطالبة برفع الحصار المتواصل على قطاع غزة والتعريف بالمأساة التي يعيشها سكانه. وقد اقتحم جيش الاحتلال الصهيوني سفينة "مادلين" وعلى متنها ناشطون دوليون ومتضامنون حاولوا كسر الحصار المفروض على قطاع غزة. وسبق عملية الاقتحام بث مباشر للمتضامنين من على متن السفينة أفادوا خلاله بأن زوارق صهيونية كانت تحيط بهم, بينما كان جنود صهاينة يطالبون المتضامنينبرفع أيديهم. كما حلقت طائرات مسيرة صهيونية فوق السفينة قبل اقتحامها وألقت سائلا أبيض مجهولا, وفق ما أظهره بث مباشر من على متن السفينة. وكانت سفينة "مادلين" تقل 12 شخصا من بينهم الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والممثل الإيرلندي ليام كانينغهام. وسبق أيضا لسفينة "الضمير" التابعة للجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة أن تعرضت إلى هجوم بطائرة مسيرة صهيونية في 2 مايو الماضي أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة, ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها. ومنذ 7 أكتوبر 2023, يرتكب الكيان الصهيوني إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا, متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت حرب الإبادة الصهيونية أزيد من 181 ألف بين شهيد وجريح, معظمهم أطفال ونساء, وما يزيد عن 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين ومجاعة أزهقت أرواح الكثيرين من بينهم أطفال, فضلا عن دمار واسع.