يحضر المعهد الجزائري للتقييس "ايانور" لوضع 750 مقياس دولي جديد يخص عدة قطاعات صناعية خلال سنة 2019 مع إنشاء أكاديمية لتكوين الموارد البشرية لفائدة المؤسسات في مجال التقييس، وذلك تزامنا مع تأكيد المختصين في المجال، على ضرورة مرافقة وتشجيع المؤسسات الجزائرية للمناولة المتعاملة في مجال الميكانيك لحيازة شهادات المطابقة للمعايير الدولية حتى تتمكن من ولوج الأسواق الخارجية والتعامل مع مصانع تركيب السيارات التي تشترط مقاييس لا يمكن لغير الحائز على هذه الشهادات توفيرها. وكشف السيد جمال حالس، المدير العام للمعهد الجزائري للتقييس، خلال الاحتفال بالطبعة 23 لليوم الوطني للتقييس والطبعة 41 لجائزة الجودة التي نظمها المعهد أمس بالجزائر، عن إدخال 750 مقياسا دوليا جديد يخص مجالات النوعية، حفاظا على أمن المستهلكين خلال سنة 2019، مشيرا إلى أن الجزائر التي تتوفر حاليا على أكثر من 17 ألف مقياس معتمد، تعمل على مراجعة هذه المقاييس في كل مرة مع إدخال أخرى جديدة أو إلغاء البعض منها لم تعد تستجيب لحاجيات السوق والتطورات المسجلة. وذكر المتحدث بأن المعهد قام بوضع 659 مقياسا جزائريا في سنة 2018، منها 331 مقياسا جديدا مع مراجعة 181 مقياس آخر بالإضافة إلى إلغاء 5 مقاييس. وإلى جانب المقاييس الجديدة التي سيدخلها في عدة مجالات، على غرار مجال اعتماد منتوجات "حلال" ومقياس "ايزو 37001 ضد الرشوة" يحضر المعهد لإطلاق أكاديمية للتكوين وإنشاء دار للنوعية بالعاصمة في 2019. وقد خصص موضوع الاحتفال بالطبعة 23 لليوم الوطني للتقييس هذه السنة لموضوع "المقاييس اللازمة لتطوير صناعة السيارات"، حيث أجمع المتدخلون في اللقاء من خبراء ومتعاملين في المجال على ضرورة وضع ميكانيزمات لمعرفة التطورات والقرارات التي يجب إقحامها وفرضها للرفع من نسبة الاندماج في صناعة السيارات. وأشار السيد مختار شهبوب نائب المدير العام لمجمع "طحكوت" لصناعة السيارات والرئيس المدير العام السابق للمؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية، في هذا الإطار إلى أن مؤسسات المناولة في مجال قطع غيار السيارات لا تحوز على شهادات المطابقة للمقاييس الدولية، مما يحرمها من المساهمة في الرفع من نسبة الاندماج والتوجه إلى التصدير، كون صانعي السيارات يشترطون مقاييس دولية في المنتوجات التي يركبونها بسياراتهم، الأمر الذي يستدعي مرافقة هذه المؤسسات وتشجيعها على الحصول على هذه الشهادات. كما اعتبر السيد شهبوب أن الوقت حان لوضع مقاييس جزائرية وتطبيق المقاييس الدولية المعمول بها في مجال صناعة السيارات والمتعلقة بجانب الحفاظ على البيئة، مثلما قامت به بعض الدول المتطورة التي تفرض معايير إنتاج محركات صديقة للبيئة، على غرار فعلت فرنسا التي قامت في شهر سبتمبر الماضي بفرض معايير على منتجي السيارات تجبرهم بإنتاج محركات من صنف "أورو 6" النظيفة، في الوقت الذي لا زالت فيه المحركات المستعملة في السيارات المركبة بالجزائر وحتى تلك التي كانت تستورد من نوع "أورو 2" و« أورو3" التي لم تعد مستعملة في الدول المتطورة. ودعا المتدخل إلى اتخاذ قرارات للتخلي عن محركات ديازال الملوثة للبيئة والتوجه نحو الطاقات النظيفة كالسير غاز، مؤكدا أن الأمر يتطلب إرادة سياسية قوية من وزارة الصناعة. إسمنت عين الكبيرة تتوج بالجائزة الوطنية للجودة وعرفت المناسبة تقديم الجائزة الجزائرية للنوعية التي عادت هذه السنة لمؤسسة الاسمنت لعين الكبيرة بسطيف فرع مجمع "جيكا" نظير جهودها في رفع الإنتاج الوطني وتصدير الاسمنت لأول مرة بعدما ظلت الجزائر تستورد هذه المادة في السنوات الماضية. كما منحت لجنة التحكيم جائزتي تقدير لكلا من مؤسسة حسناوي ومؤسسة سيتال. وأكد السيد خير الدين مجوبي الأمين العام لوزارة الصناعة والمناجم أن الغاية من هذه الجائزة هو تحفيز المؤسسات الوطنية على بلوغ مستوى الجودة ورفع تحديات المنافسة الداخلية والخارجية، بما يمكن من خلق الثروة ومناصب الشغل ورفع الإنتاج الوطني وترقيته، مشيرا إلى أهمية الانخراط في مسعى النوعية والجودة قصد التحسين المستمر للمنتوجات المحلية وجعلها تتطابق مع المعايير الدولية للجودة عن طريق وضع مقاييس لها. كما تم خلال اللقاء توقيع 5 اتفاقيات تعاون بين المعهد الجزائري للتقييس ومؤسسات وطنية لتزويدها بمقاييس، ويتعلق الأمر بالديوان الوطني للقياسة القانونية، المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية، المجمع الميكانيكي، ومؤسسة "جيكا" للإسمنت.