❊ العديد من المصابين سيفقدون حياتهم بالعناية المركزة ❊ الفريق الطبي بغزة يعمل ليلا ونهارا منذ 15 يوما حذر المدير التنفيذي للهلال الاحمر الفلسطيني، بشار مراد، من كارثة إنسانية في مستشفيات غزة بسبب قرب نفاد كمية الوقود الموجودة وتوقف مولدات الكهرباء، ما سيتسبب في وفاة الكثير من المرضى، مناشدا الهيئات الحقوقية والمنظمات الدولية التدخل العاجل لفتح ممر إنساني دائم لإدخال المساعدات الطبية. وقال بشار مراد في تصريح لوكالة الأنباء "تحدثنا مع معظم المنظمات الدولية، وطالبناها بضرورة إدخال الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية في المستشفيات، نظرا لانقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة، ما يهدد حياة الكثير من المرضى في المستشفيات"، مشيرا الى أن العديد من الأقسام هي في الأساس تعتمد على الكهرباء على غرار غرف العمليات، بالإضافة الى العناية المركزة والتشخيص بالأشعة. وأبرز في السياق أنه "خلال ساعات، ستنتهي كمية الوقود الموجودة في المستشفيات، مما سيؤدي الى توقفها عن العمل، بسبب توقف مولدات الكهرباء"، وهنا سنكون، يضيف المتحدث، "أمام أكبر جريمة، لأن العديد من المصابين سيفقدون حياتهم، خاصة بالعناية المركزة". وناشد المتحدث ذاته مجددا جميع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان والمنظمات الدولية، التدخل العاجل لفتح ممر إنساني دائم لإدخال المساعدات الطبية للمستشفيات التي استقبلت ما يقارب 14500 جريح حتى اللحظة. وبخصوص الوضع الصحي في غزة، قال بشار مراد: "معظم الإصابات خطيرة كونها ناجمة عن انفجارات هائلة وهدم للمنازل على رؤوس ساكنيها"، مشيرا إلى أن "هنالك العديد من الإصابات على شكل حروق من الدرجة الثالثة وكسور". كما أشار إلى أن "معظم أسرة العناية المركزة ممتلئة بالكامل، لذا تم اضافة أسرة جديدة في أروقة المستشفيات وبعض الخيام في محيطها، لوضع واستقبال المزيد من المرضى". وشدد أيضا على أن الوضع داخل المستشفيات "كارثي ونحتاج إلى الكثير من المساعدات والمستلزمات والفرق الطبية المتخصصة"، لافتا الى أن "الفريق الطبي بغزة يعمل ليلا ونهارا منذ 15 يوما دون انقطاع، ودون إدخال أي فرق طبية من الخارج لمساعدته". وأكد المدير التنفيذي للهلال الأحمر الفلسطيني أن الوضع الإنساني في غزة "كارثي" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قائلا: "الصور في غزة هنا تتمثل في إخلاء مدن بالكامل، اكتظاظ كبير في المدارس (مراكز الايواء)، البيئة الداخلية لهذه المراكز سيئة جدا جدا، لا توجد مياه كافية ولا يوجد طعام، الأمراض قد تنتشر بسرعة"، والأكثر من ذلك، يضيف، "لا توجد أي منظمات داخل غزة معنية بتقديم الخدمات الصحية لهؤلاء، بعد أن أوقفت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) جميع خدماتها في غزة وشمالها". ومضى يقول: "منذ أول يوم من العدوان، تم قطع الكهرباء والماء والغذاء عن أهالي قطاع غزة، والآن نتحدث عن أكثر من مليون و600 ألف مواطن هم بأمس الحاجة للماء والطعام والدواء"، لكن للأسف، يستطرد بالقول، "لم يتم إدخال أي مساعدات على مدار الأسبوعين الفارطين". وفي حديثه عن الفئة الاكثر هشاشة في هذا العدوان، أكد أنهم الأطفال والنساء الذين أصبحوا عرضة للأمراض، مشيرا الى ان المصالح الصحية بدأت تسجل بعض النزلات المعوية لدى الأطفال بسبب هاته الكارثة الكبيرة. وشدد على انه "إلى غاية اللحظة، لا يوجد مكان آمن، فغزة تعد الآن أكبر سجن مفتوح على الأرض، حيث يتم إبادة الشعب الفلسطيني بطريقة همجية دون أي تدخل دولي لحماية المواطنين من هذا العدوان الشرس الذي تسبب في تدمير معظم أحياء قطاع غزة".