تفعيل مخطط النجدة وتقسيم الولاية إلى 5 قطاعات عملياتية

147 ملم كمية الأمطار المتساقطة على سكيكدة خلال 24 ساعة

سجلت ولاية سكيكدة، منذ بدء الاضطراب الجوي عشية الأربعاء الماضي، تساقط كميات معتبرة من الأمطار قدرت ب147 ملم محليا خلال 24 ساعة، مما تسبب في ارتفاع منسوب وادي الصفصاف ووادي الزرامنة، وبالتالي، أدى إلى تسرب المياه إلى عدة منازل ومحلات تجارية بما فيها الأحياء المجاورة للوادي.
وحسب مصالح ولاية سكيكدة، فقد انجرّ عن ذلك الوضع، تفعيل مخطط تنظيم النجدة من قبل، بإدماج كل المقاييس المعنية، منها تنصيب مركز قيادة عملية على مستوى الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بسكيكدة، لتسيير العمليات تحت إشراف مدير تنظيم وتنسيق الإسعافات بالمديرية العامة، والقيادة الميدانية للتدخلات تحت إدارة مدير الحماية المدنية.
وقصد التحكم الجيد في الوضعية الاستثنائية التي فرضتها التقلبات الجوية بالولاية، والتي ألحقت أضرارا كبيرة، تمّ تقسيم الولاية إلى 5 قطاعات عملياتية، مهمّتها القيام بعملية التعرف والاستطلاع، ومنه الامتصاص والبحث والإجلاء، وكذا إنقاذ الاشخاص المحاصرين بفعل السيول.
إمكانيات بشرية لمواجهة حالات غرق ممكنة
وتم، حسب خلية الإعلام للحماية المدنية لولاية سكيكدة، وتحسبا لأي طارئ خصوصا حالات الغرق التي قد تتسبب فيها السيول الجارفة، تسخير تعداد معتبر من غطاسي وأعوان الحماية المدنية، مدعومين بعناصر وحدات الولايات المجاورة وكذا الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل، بتعداد يقدر ب61 ضابطا وطبيبين اثنين، بالإضافة إلى 404 عون من بينهم 41 غطاسا، إلى جانب تسخير 15 سيارة إسعاف، و53 شاحنة تدخل، و20 زورقا.
وفاة طفل وإنقاذ 7 أشخاص وإجلاء 258 عائلة إلى مراكز إيواء
وفي آخر حصيلة للحماية المدنية بسكيكدة، تمّ خلال اليومين الماضيين، إنقاذ 7 أشخاص كانوا محاصرين بالسيول، وإجلاء 258 عائلة وتحويلها إلى مراكز الإيواء، مع انتشال الطفل المتوفي الذي يبلغ من العمر 5 سنوات جرفته السيول ببلديه عين شرشار، والقيام ب17 عملية امتصاص كلها منتهية سوى على مستوى 4 نقاط مختلفة بحي مرج الذيب ببلدية سكيكدة.
قافلة مساعدات من الهلال الأحمر ومديرية النشاط الاجتماعي
وفي سياق مخلفات الاضطراب الجوي الذي اجتاح سكيكدة، أرسل الهلال الأحمر الجزائري، أوّل أمس السبت، قافلة مساعدات خصصت للعائلات المتضررة من الفيضانات التي اجتاحت الولاية، كما قامت مديرية النشاط الاجتماعي، بتوزيع بعض المستلزمات على العائلات التي تم إجلاؤها إلى دور الشباب بكل من بلديتي رمضان جمال وسكيكدة. في حصيلة إجمالية تقدر ب292 وحدة من الأفرشة والأغطية والوسادات، زيادة إلى 282 قارورة ماء، و740 وحدة غذائية بمساهمة كل من مديرية التجارة للولاية، واللجنة الولائية للهلال الأحمر الجزائري.
الشرطة تكثّف تواجدها الميداني بالأماكن المتضررة
ومن جهتها، سخّرت مصالح أمن ولاية سكيكدة، كافة إمكانياتها بتجنيد أفرادها وتواجدهم الميداني عبر مختلف الأحياء والطرقات المتضررة جراء التساقط الغزير للأمطار، من أجل التدخل بالتنسيق مع مختلف الشركاء الميدانيين وتقديم يد المساعدة للمواطنين، بما فيهم مستعملو الطرق، مع تذكير أصحاب المركبات ومستعملي الطريق بتفادي التنقل، إلا للضرورة مع تخفيض السرعة ومضاعفة مسافة الأمان، إلى جانب تفقد جاهزية المركبات قبل التنقل وتفادي استخدام الفرملة الفجائية لاسيما في المنعرجات والمنحدرات.
إجراءات فورية لصيانة المساكة ببعض المؤسسات التربوية
اتخذت والي سكيكدة، حورية مداحي، خلال الاجتماع التنسيقي الذي أشرفت عليه أوّل أمس، لمتابعة مدى تنفيذ عمليات التدخل لإعادة الأمور إلى طبيعتها، لاسيما بالمؤسسات التربوية، وكذا إعادة العائلات إلى مساكنها بعد أن تم إجلاء أفرادها وإبعادهم عن خطر الفيضانات، إجراءات فورية استعجالية، من خلال تسجيل عمليات صيانة وإعادة الاعتبار للمساكة بعدد من المؤسسات التربوية منها ثانوية مصطفى بن بولعيد ببلدية بني ولبان، ومتوسطة ابن جبير ببلدية سكيكدة، ومتوسطة أوّل نوفمبر ببلدية الحروش، مع ضمان تموينها بالكهرباء لتفادي تسجيل أي انقطاع أو تذبذب مستقبلا.
وفي هذا السياق، أمرت مدير التجهيزات العمومية، بتسخير مقاولات ذات كفاءة عالية تؤهلها للقيام بتلك الأشغال، مع الأخذ بعين الاعتبار لطبيعتها الاستعجالية بضمان توفر كافة مواد ووسائل الصيانة، فيما طالبت من مدير التربية للولاية بإعداد تقرير مفصل يتضمن إحصاء شامل للمؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاث، التي تتطلب أشغال صيانة استعجالية قصد إدراجها.
وفيما يخص قطاع التكوين المهني والتمهين أمام تضرر التجهيزات بفعل الفيضانات الأخيرة على مستوى 3 مراكز، اثنان منها بحي مرج الذيب ببلدية سكيكدة، وآخر على مستوى بلدية حمادي كرومة، أسدت الوالي، تعليمات بإيلاء الأهمية البالغة لعودة الممتهنين بصفة عادية والتحاقهم بمراكز ومعاهد التكوين والتعليم المهنيين مباشرة بعد إنهاء عمليات التدخل على مستواهم.
إصلاح محطة ضخ الوقود و11 مولدا كهربائيا متضررا
وبخصوص إعادة التموين بشبكة الطاقة، أمرت مداحي، مدير "سونلغاز"، بإعادة التموين بصفة تدريجية على مستوى الأحياء، والهياكل ومقرات الإدارات والمرافق العمومية، التي تم قطع التموين بها كإجراء أمني، بعد أن غمرتها كميات كبيرة من سيول الأمطار، وخضعت لعمليات تدخل لامتصاص وشفط المياه ورفع الأوحال المتراكمة، كما هو الحال على مستوى محطة ضخ الوقود لتصليح العطب ومنه إعادة التموين، خاصة وأن المحطة تضمن تزويد العديد من الولايات بمادة الوقود، وعلى مستوى محطة الضخ حمادي كرومة، قصد إعادة تشغيلها بعد أن غمرتها المياه. كما تدخّلت فرق "سونلغاز" على مستوى 11 مولدا كهربائيا، منها 3 مولدات كهربائية موزّعة للتيار، خضعت لأشغال صيانة وإعادة تشغيل اثنان منها على مستوى حي مرج الذيب، 4 منها على مستوى حمادي كرومة، منها مولدين اثنين برمضان جمال، و3 مولدات كهربائية ببلدية الحدائق .
توقف محطة تحلية مياه البحر بسبب الأمواج
وفيما يتعلق بقطاع الموارد المائية، تم تسجيل العديد من عمليات التدخل قصد شفط وامتصاص مياه الأمطار بالبلديات الهمس المتضررة، ناهيك عن التدخل على مستوى المحطات التي غمرتها المياه على غرار محطة تصفية مياه الشرب بحمادي كرومة ومحطات التطهير بكل من مرج الديب والحدائق وحمادي كرومة، إلى جانب محطة معالجة وتصفية المياه المستعملة بحمادي كرومة، فيما تبقى محطة تحلية مياه البحر بسكيكدة متوقفة عن الخدمة بسبب أمواج البحر المرتفعة وتعكر المياه بالرمال، في انتظار عودة الخدمة بها تدريجيا مع هدوء سطح البحر، كما تمّ التدخل على مستوى 9 آبار غمرتها المياه برمضان جمال.
إعادة فتح كافة الطرق الولائية والوطنية المغلقة
أكدت مديرية الأشغال العمومية بسكيكدة، إعادة فتح كافة مقاطع الطرق الولائية والوطنية التي كانت مغلقة بتأثير ارتفاع منسوب المياه على مستواها، ناهيك عن تسخير كافة الامكانيات المادية والبشرية اللازمة لرفع الأتربة والأوحال المتراكمة على مستوى تلك الطرق، التي تمّ فتحها في وجه حركة المرور، إلى جانب القيام بأشغال التنقية والتنظيف عبر الطرقات، لاسيما منها المؤدية للمؤسسات التربوية والهياكل الصحية بالخصوص التي تضررت بسبب الأوحال التي تسببت فيها السيول العارمة التي اجتاحت البلديات الخمس.
* بوجمعة ذيب
لمواجهة نقص المياه بالبويرة.. تدابير استعجالية وأخرى متوسطة المدى قيد التجسيد
اتخذت ولاية البويرة، جملة من التدابير الاستعجالية وأخرى متوسطة المدى، بهدف تخفيف معاناة 14 بلدية بغرب وجنوب الولاية، تعاني منذ عدة أشهر من عجز كبير في الموارد المائية، بسبب انخفاض منسوب سد كودية أسردون.
أكد والي البويرة، عبد الكريم لعموري، على هامش لقاء جمعه مؤخرا بالمجتمع المدني بالبويرة، أن إجراءات مختلفة اتخذتها الولاية بهدف التخفيف من معاناة العديد من بلديات دوائر الأخضرية والقادرية وسور الغزلان، التي تعاني نقصا حادا في التموين بمياه الشرب.
وبدورها، ذكرت المديرة المحلية للموارد المائية، أمينة بوقفة، أنه من بين هذه التدابير، هناك مشروع لربط سد تيلسديت (بشلول) بسد كودية أسردون (معالة)، حيث انطلقت أشغاله منذ أيام.
وخصص لهذا المشروع الضخم، الذي أسندت أشغاله للشركة الوطنية المختصة في دراسات وأشغال الري –ألجيو-"ALGEAUX"، غلاف مالي يقارب 400 مليون دج، وحددت آجال انجازه بمدة لا تتعدى 45 يوما، حسب السيدة بوقفة.
ويتضمن هذا المشروع، تنصيب أنبوب للتوزيع طوله 7 كلم انطلاقا من سد تيلسديت، إضافة إلى محطتين للضخ بقدرة إجمالية من 15 ألف م3 يوميا، موجهة لتموين البلديات التي تعاني عجزا في المجال، انطلاقا من سد كودية أسردون الذي يسجل حاليا أدنى مستوياته.
وتقدر كمية المياه الموجودة بسد كودية أسردون حاليا، حوالي 500000 م3، في الوقت الذي تبلغ سعته النظرية 640 مليون م3، في حين يبلغ منسوب سد تلسديت الذي يمون حاليا 14 بلدية، حوالي 7،1 مليون م3.
وأوضحت السيدة بوقفة، أن هذا المشروع سيسمح بتخصيص 15 ألف م3 من المياه يوميا لتزويد المناطق المستهدفة، على غرار سور الغزلان والأخضرية وعين بسام وجباحية وعمر وقادرية وديرة وعين العلوي.
ويحظى الملف الخاص بنقص المياه، باهتمام خاص من قبل السلطات المحلية الولائية، من خلال سهرها على انجاز الأشغال في الآجال المحددة لها، مع احترام المعايير في المجال، من أجل التخفيف من آثار أزمة المياه بالمناطق المعنية.
وكشفت مديرة القطاع، عن أن ما يزيد عن 376 ألف من سكان غرب وجنوب الولاية، يعانون نقصا في التموين بمياه الشرب، لاسيما الأخضرية، حيث يتم تموين السكان مرة واحدة كل ثلاثة أيام، وقد تصل هذه المدة 15 يوما.
كما تعاني بلدية سور الغزلان من نفس الإشكالية التي تستدعي ضرورة تجسيد هذا المشروع الهادف للتخفيف من معاناة هذه المناطق.
ويتضمن نفس المشروع أيضا، إنجاز خزان للمياه بسعة 1000 م3، على أن يتم ربطه بنظام التحويلات الكبرى لسد كدية أسردون.
وكان الوالي عبد الكريم لعموري، قد التقى مؤخرا، بمسؤولي قطاع الري وممثلي مؤسسة الانجاز "ALGEAUX" لمناقشة المشروع.
استغلال المياه الجوفية والينابيع لمواجهة الوضعية
تحصي ولاية البويرة، مياها جوفية معتبرة، بالإضافة إلى العديد من الينابيع المائية التي يمكن استغلالها لضمان توزيع عادل ومنتظم لمياه الشرب، لاسيما خلال فترة انخفاض منسوب مياه السدود.
وفي هذا الشأن، كشفت مديرة الموارد المائية، عن مشروع إنجاز 10 آبار مائية بطاقة إجمالية من 2000 متر خطي، خاصة بالأخضرية والأصنام و البويرة، وافقت عليه الوزارة الوصية، وقد انتقل وفد من خبراء الوكالة الوطنية للموارد المائية منذ أيام إلى البويرة والأصنام، مشيرة الى أنه تم تعيين مواقع الآبار.
وقد تنقل أيضا نفس الخبراء، منذ بضعة أيام، إلى الأخضرية والقادرية لاستكشاف المواقع والنظر في إمكانية توطين آبار أخرى موجهة لتعزيز التموين بالماء الشروب بهذه المنطقة، استنادا لنفس المصدر.
وضمن التدابير الهادفة إلى مواجهة أزمة الماء بشرق الولاية، تم أيضا اقتراح إعادة تأهيل منبع "لعينصر أفركان" بمرتفعات أمشدالة، الذي يبلغ منسوبه حاليا 200 لترا في الثانية، واقترحت مصالح الري أيضا، ربط سد تيلسديت ب"سد لكحل" بعين بسام.
وأكدت المديرية، أن كل هذه المقترحات، من شأنها أن تشكل حلولا فعالة لمواجهة الانخفاض الحاد في منسوب مياه السدود الثلاثة التي تحصيها ولاية البويرة.
* ز. ت