خصت جمعية "بن جلول" الثقافية والعلمية، أبناء الجنوب من حفظة القرآن الكريم، للمرة الرابعة على التوالي بمخيم صيفي خاص بهم، تحت شعار "نتواصل اليوم لبناء جزائر الغد". وحسب رئيس الجمعية بوعلام بلحاج، فإن الهدف من تنظيم المخيم، هو تكريم الأطفال من طلبة القرآن الكريم برحلات ترفيهية، نظير المجهودات المبذولة طيلة السنة، ومحاولة إسعادهم بما يقدم لهم من برامج متنوعة في المخيم، خاصة أن بعضهم يخرج من ولايته ويزور البحر وغابات الشريعة لأول مرة. بكثير من الفرحة والسعادة والسرور، عبر عدد من الأطفال القادمين من ولايات الجنوب الجزائري، ل«المساء"، عن امتنانهم لجمعية "بن جلول" الثقافية، التي تخصهم كل سنة بمخيم خاص بهم، يمكنهم من اكتشاف وزيارة عدد من المرافق السياحية المختلفة ببعض الولايات الساحلية، منها تيبازة والعاصمة، لاسيما وأن الكثير منهم يكتشف البحر لأول مرة، إلى جانب الاستمتاع بالتواجد في بعض المعالم السياحية التي يكتشفونها هي الأخرى لأول مرة، مثل حظيرة الشريعة الوطنية. دردشت "المساء" إلى بعض أبناء الجنوب، فكانت البداية مع الطفل حمزة عمامة، البالغ من العمر 11 سنة، من ولاية أدرار، حيث قال بكثير من الخجل، في معرض حديثه "إنه يشعر بفرحة كبيرة، لأنه متواجد في ولاية البليدة لأول مرة، وقد سُنحت له فرصة التجول في الحظيرة الوطنية للشريعة، التي لطالما سمع عنها، واكتشف بنفسه جمالها وساعتها، موضحا بأن جمعية "بن جلول"، ومن خلال المخيم الصيفي، سمحت له بأن يعيش متعة البحر ويشاهده لأول مرة، معلقا بالقول: "كان باردا، لكنه أفضل من الحرارة الساخنة في الصحراء"، وأردف قائلا: "أنا معجب كثيرا بولاية البليدة، وأتمنى زيارتها مرة ثانية." من جهته، قال الطفل خالد عزيزي، البالغ من العمر 15 سنة، بأنه سبق له وأن زار ولاية البليدة، وكانت له فرصة زيارتها مرة ثانية، في إطار المخيم الصيفي الذي نظمته جمعية "بن جلول"، معلقا بالقول "بأنه يشعر بالكثير من المتعة عند التواجد في البحر، ويحب زيارة كل الأماكن السياحية التي تتوفر عليها الجزائر". بينما عبر الطفل توفيق ملياني، من ولاية أدرار، البالغ من العمر 13 سنة، عن فرحته الكبيرة لتواجده بولاية البليدة. وقال إنه يكتشف البحر لأول مرة، وقد اندهش من سعته وزرقته. وعاش متعة السباحة واللعب على الشاطئ، ويتمنى أن تتاح له الفرصة ليكون من المستفيدين من المخيم الصيفي. برنامج سياحي وترفيهي وديني لفائدة 160 طفل حسب رئيس جمعية "بن جلول"، الأستاذ بوعلام بلحاج، فإن الجمعية تشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في تقديم التسهيلات، من أجل استضافة أبناء الجنوب من المدارس القرآنية، ومنهم مديرية التكوين المهني لولاية البليدة، التي قدمت لهم المركز لاستضافة أبناء الجنوب طيلة فترة التخييم، إلى جانب بعض المحسنين الذين يقدمون بعضالإعانات، لضمان رفاهية الأطفال وتنقلهم وفق البرنامج المسطر، مشيرا إلى أن الطبعة الرابعة للمخيم الصيفي لهذه السنة، عرفت مشاركة 160 طفل من كل من ولاية أدرار، عين صالح، تيميمون، دائرة رقان، المنيعة، إيليزي وبرج باجي مختار، حيث تتراوح أعمار الأطفال بين 11 و16 سنة من الطورين المتوسط والثانوي. وردا على سؤالنا حول المعايير التي تم على أساسها، اختيار الأطفال من أبناء الجنوب، للاستفادة من المخيم الصيفي، أوضح المتحدث، بأن جمعية "بن جلول"، تقوم خلال السنة، بتنظيم زيارات وقوافل تضامنية وخيرية وعلمية إلى الجنوب، حيث تم خلال هذه السنة، زيارة 12 ولاية، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية وبعض الجمعيات، وتكون الفرصة مناسبة لزيارة المدارس القرآنية، وعلى هذا الأساس جاءت فكرة برمجة المخيم لفائدة الأطفال الذين يدرسون القرآن طيلة السنة، كنوع من التكريم، خاصة يقول: "عدد كبير من الأطفال لم يسبق لهم وأن خرجوا من ولاياتهم، وبعضهم يزور البحر لأول مرة". وحول البرنامج المسطر، أشار رئيس الجمعية، إلى أنه يحاول قدر الإمكان تغليب الجانب السياحي، ليتمكن أبناء الجنوب من اكتشاف جمال الولايات الساحلية والداخلية، حيث تم تنظيم خمس رحلات للبحر، وست رحلات إلى الجبال ورحلتين إلى العاصمة، وتحديدا إلى كل من المسجد الأعظم، في إطار السياحة الدينية، ومتحف المجاهد وحديقة الحامة، على مدار 15 يوما من عمر المخيم الصيفي، مشيرا إلى أن البرنامج مقسم بين الفترات الصباحية المخصصة للرحلات والخرجات السياحية، والفترات المسائية، إذ يتم تنظيم على مستوى المخيم، بمركز التكوين المهني، حلقات تحفيظ وقراءة القرآن، لافتا في السياق، إلى أن البرنامج لقي ترحيبا كبيرا من الأطفال، خاصة في جانبه السياحي، كون بعض الأطفال يكتشفون البحر ويعيشون متعة السباحة لأول مرة". يقول؛ "بالمناسبة، نوجه نداء إلى كل المحسنين من أجل التوافد على المخيم المتواجد بمركز التكوين المهني للتغذية الفلاحية، ومشاركة أبناء الجنوب برنامجهم، ودعمهم من خلال التبرع بالفواكه أو المشروبات والمياه". معلقا "بأن بعض الأطفال اشتهوا أكل المثلجات، فتبرع عضو الجمعية بشراء المثلجات لكل الأطفال، في التفاتة لقيت ترحيبهم واستحسانهم". يختم رئيس الجمعية حديثه بالقول، إن جمعية "بن جلول"، تحاول في كل مرة، الرفع من معدل الأطفال المستفيدين من المخيم، وتفكر السنة القادمة، في تخصيص فوجين لفائدة بنات الجنوب من طلبة المدارس القرآنية، لتكون سابقة لأول مرة، بعدما أيقنوا أحقيتهن أيضا في عيش متعة المخيم الصيفي واكتشاف جمال الولايات الساحلية والداخلية، على غرار البليدة مدينة الورود.