تتواصل عبر إقليم ولاية البليدة فعاليات البرنامج الجواري التحسيسي الذي سطرته مديرية البيئة للولاية، ضمن أنشطة القافلة التحسيسية البيئية الموجهة للمؤسسات التربوية، والرامية، حسب مدير البيئة وحيد تشاشي، إلى رفع الوعي بأهمية الحفاظ على كل ما له علاقة بالطبيعة، وذلك في إطار جهود تعزيز التربية البيئية في الوسط المدرسي. برمجت مديرية البيئة لولاية البليدة، مؤخرا، زيارات ميدانية إلى عدد من المؤسسات التربوية بالتنسيق مع مديرية التربية، وبمشاركة فعالة من عدة مؤسسات عمومية ولائية، مثل: مؤسسة "متيجة نظافة"، ومؤسسة "متيجة إنارة"، ومركز الردم التقني، ومحافظة الغابات. وتأتي هذه المبادرة انطلاقًا من قناعة المديرية بأن الوعي البيئي يجب أن يُرسَّخ منذ الصغر. وحسب مدير البيئة وحيد تشاشي، فإن هذه الأيام التحسيسية تشهد مشاركة واسعة من تلاميذ مختلف المؤسسات التعليمية، حيث يتم تقديم عروض تفاعلية وورشات توعوية، تهدف إلى ترسيخ مبادئ الحفاظ على البيئة، والنظام الإيكولوجي المحلي الذي تزخر به الولاية. وتتناول المواضيع المطروحة في هذه الأنشطة محاور متنوعة، أبرزها: كيفية حماية الوسط الغابي والمحاصيل الزراعية من الحرائق، خاصة مع اقتراب موسم الصيف الذي تكثر فيه مثل هذه الكوارث، وترشيد استهلاك المياه والمحافظة على الموارد المائية، لا سيما أن ولاية البليدة تعاني من قلة هذه الموارد خلال فصل الصيف، بالإضافة إلى أهمية نظافة المحيط والحي، والفرز الانتقائي للنفايات مثل البلاستيك، والورق، والكرتون، والألمنيوم. كما يتم التطرق لمواضيع تخص أهمية البستنة، والعناية بالمساحات الخضراء، وطرق معالجة النفايات، ورسكلتها وإعادة تثمينها. وأضاف المتحدث أن العروض المقدمة في المدارس يؤطرها مختصون. وتعتمد على أساليب مبسطة وتفاعلية تراعي الفئة العمرية، مما يسهل إيصال الرسائل البيئية بشكل مشوق، وغني بالمعلومات. وقد تم التركيز على محاربة السلوكيات السلبية، مثل رمي النفايات في الفضاءات الغابية، حيث تم القضاء السنة الماضية على 60 نقطة سوداء في المساحات الغابية. وبما أن الغابات تشكل وجهة مفضلة للعائلات البليدية في الصيف، فإن التوعية تشمل حث التلاميذ على نقل الوعي إلى أوليائهم حول التصرفات البسيطة التي تضمن نظافة هذه الفضاءات، مثل حمل أكياس لجمع النفايات بعد الرحلات، وعدم ترك النفايات في الأوساط الغابية، والتي تُعد في بعض الأحيان السبب المباشر لاندلاع الحرائق. وأكد المدير أن هذه المبادرات تهدف أساسا إلى غرس ثقافة بيئية مستدامة في الناشئة، وتحفيزهم على التحلي بالمسؤولية تجاه محيطهم الطبيعي والحضري في إطار سعي المديرية إلى ترسيخ مبادئ المواطنة البيئية في الأجيال القادمة. وفي هذا السياق، أوضح مدير البيئة أن برنامج التوعية يتم تنويعه حسب الموسم. فعلى سبيل المثال، تم خلال شهر رمضان تنظيم حملة حول محاربة التبذير، والحد من رمي النفايات، وعدم اقتناء ما يزيد عن الحاجة. كما تم سابقا تنظيم حملة حول الفرز الانتقائي للنفايات في الوسط المدرسي، وأخرى حول تقنيات البستنة، خاصة أن قطاع البيئة خصص ميزانية لتوفير أدوات البستنة في المدارس.