افتُتحت، سهرة الثلاثاء، فعاليات الطبعة الحادية عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، بدار الثقافة "التخي عبد الله بن كريو" بالأغواط، تحت شعار: "السماع الصوفي: إرث الماضي.. لحن الحاضر.. وآفاق المستقبل". ويحمل المهرجان اسم "شيخ الشيوخ سيدي أبي مدين شعيب الغوث"، أحد أعلام التصوف في الجزائر والعالم الإسلامي، ويعرف مشاركة وفود من نحو 30 دولة. وتم اختيار جمهورية أوزبكستان ضيف شرف لهذه الدورة. وخلال مراسم الافتتاح الرسمي، ألقى المفتش العام لوزارة الثقافة والفنون، ميسوم لعروسي، كلمة نيابة عن وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، أبرز فيها الأهمية الروحية والثقافية للمهرجان، مشيرًا إلى دوره في التواصل الثقافي بين الشعوب، وتسليط الضوء على التراث الروحي في الجزائر. وأوضح أن تنظيم المهرجان يندرج ضمن استراتيجية الوزارة لترسيخ الثقافة الدينية والانفتاح الصوفي، والحفاظ على التراث اللامادي المرتبط بالزوايا والمدارس الروحية، مع تأكيد دعم القطاع لهذه التظاهرات. كما تطرّق إلى تزامن المهرجان مع احتفالات شهر التراث وشهر الذاكرة، مبرزًا رمزية هذين الموعدين في ربط الماضي بالحاضر. ومن جانبه، أعرب الدكتور شاه واصل زيادوف، رئيس مركز الإمام البخاري الدولي للبحوث العلمية في أوزبكستان، عن ارتياحه للمشاركة في هذا الحدث الثقافي، مؤكدًا على البعد الإنساني لفن السماع الصوفي، ودور الجزائر في تنظيم هذه الفعالية الدولية. وشهد حفل الافتتاح عروضًا فولكلورية للوفود المشاركة، ومعرضًا ثقافيًا يبرز ملامح التراث الخاص بكل دولة. كما قدّمت فرق فنية وصلات سماعية، من بينها فرقة الحضرة العزيزية (الأغواط)، فرقة منشدات أوزبكستان، فرقة بيت المقدس (فلسطين)، وفرقة إبراهيم الحاج قاسم (تلمسان). وتتواصل التظاهرة من 13 إلى 16 ماي، حيث تتضمن ندوات فكرية بمشاركة أساتذة وباحثين من الجزائر وخارجها، ومعارض للكتاب والمخطوطات واللباس التقليدي الصوفي، وورشات تكوينية وعروض موجهة للأطفال. وتتضمن فعاليات المهرجان أيضًا تكريم شخصيات ساهمت في المشهد الصوفي، بالإضافة إلى تكريم خاص لفرقة "بيت المقدس" من فلسطين. وبحسب محافظ المهرجان، البروفيسور أحمد بن الصغير، تسعى هذه الدورة إلى إبراز البعد الثقافي والروحي للجزائر ضمن الفضاء المتوسطي والإسلامي.