أعدت مصالح ولاية تيارت، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية ومحافظة الغابات والبلديات وقطاع الأشغال العمومية، خطة عمل لمواجهة حرائق الغابات وحقول الحبوب، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام، وبلوغها مستويات غير اعتيادية خلال هذه الفترة من السنة؛ حيث وصلت درجات الحرارة في بعض مناطق الولاية، الى 38 درجة، مع ترقب مواصلة هذه الموجة من الحر في الأيام القادمة. ولمواجهة أي طارئ خاصة ما تعلق بحرائق الغابات وحقول الحبوب عبر الشريط الغابي للولاية ومساحات الحبوب الشاسعة التي تتجاوز 355 ألف هكتار، بادرت مختلف المصالح المعنية ومحافظة الغابات والحماية المدنية، بوضع البرنامج المعد للغرض قيد التنفيذ وفي حالة تأهب؛ لمواجهة أي طارئ، لا سيما ما تعلق بالرتل المتقدم عبر عدة نقاط من الشريط الغابي الكثيف، إضافة الى صهاريج المياه المحملة بالشاحنات الكبيرة والمتوسطة التي وُضعت في حالة تأهب. والحال نفسها بالنسبة لحقول الحبوب عبر كل المناطق؛ حيث تم وضع إمكانيات كبيرة من الشاحنات ذات صهاريج، وإمكانيات مادية وبشرية كبيرتين لمواجهة وإخماد حرائق محتملة عبر حقول الحبوب المترامية عبر عدة مناطق من ولاية تيارت، خاصة الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للولاية. وفي سياق الحديث عن التحضير لموسم الحصاد، فإن كل الترتيبات الاستباقية تم إعدادها من خلال توفير الحاصدات والجرارات والشاحنات، إضافة الى مخازن ونقاط تجميع الحبوب، التي تمت تهيئتها للغرض رغم أن المؤشرات الأولية توحي بتأثر نسب متفاوتة من الأراضي المزروعة بالعوامل الطبيعية، لا سيما ما تعلق بالنقص الكبير في معدل سقوط الأمطار خلال شهري فيفري ومارس الماضيين، ما أثر على نمو الحبوب في الحقول بعدة مناطق معروفة بغزارة إنتاجها كمشرع الصفا، وجيلالي بن عمار، والرحوية، ووادي ليلي، ما جعل الاعتماد على بعض المناطق التي انتهجت تقنيات السقي التكميلي للحفاظ على نمو الحقول، علما أن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في نهاية أفريل وبداية شهر ماي الماضيين، ساهمت كثيرا في ارتفاع منسوب المياه السطحية المخزنة بالسدود والحواجز المائية، وكذا مخزون المياه الباطنية التي ارتفعت، هي الأخرى، الى مستويات مقبولة، لكن انعكاس تلك الأمطار على الجانب الفلاحي، كان ضئيلا؛ إذ جاءت متأخرة عن موعدها. التحضير لأكبر حملة لتنظيف المدينة وفي سياق آخر، تشهد مختلف المصالح بمدينة تيارت، تحضيرات حثيثة للشروع في أكبر حملة تنظيف وتطهير للمدينة من النفايات بمختلف أنواعها المنزلية والصلبة، وبقايا أشغال البناء المترامية عبر محاور عدة بالمدينة. وبغية إنجاح هذه العملية التي دعا إليها الوالي ويراهن كثيرا على إنجاحها لتخليص المدينة ومحيطها من مختلف النفايات التي حاصرتها من جهات مختلفة، عقد مسؤول الجهاز التنفيذي الولائي العديد من الاجتماعات واللقاءات التحسيسية مع مختلف الشركاء، منها رئيس البلدية، والمديرية الولائية للأشغال العمومية، والموارد المائية، والهندسة المعمارية، ومديرية التجهيزات العمومية، والعديد من المؤسسات الولائية والبلدية، بهدف تقديم عرض حال مفصل عن وضعية كل أحياء ومحاور المدينة، والإمكانيات المتوفرة، وتعزيزها بالتعداد البشري اللازم، وكذا المعدات والآليات المسخّرة للعملية التي تقرر القيام بها الأسبوع المقبل، لتشمل كل أرجاء المدينة وفق دراسة تقنية شاملة، معَدة من قبل مختصين في المجال البيئي ونظافة المحيط. وقد استغل والي الولاية خلال زيارته المتكررة لمدينة تيارت، الفرصة لتحسيس المواطنين ومن خلالهم الجمعيات الناشطة في مجال البيئة والنظافة، بضرورة الانخراط في هذا المسعى، الرامي الى تنظيف المدينة، واستعادة الوجه الحقيقي لها؛ على اعتبارها عاصمة الولاية التي عانت كثيرا في جانب النظافة. وللقضاء النهائي على هذه الظاهرة، أكد الوالي أنه يتعيّن على الجميع سواء المسؤولون المحليون أو المؤسسة المختصة في النظافة، أو السكان، العمل دون هوادة؛ من خلال المشاركة في هذه الحملة الكبيرة التي ينبغي أن تكون الانطلاقة الحقيقية لتنظيف المدينة، والقضاء على كل ما هو سلبي؛ لأن العمليات التطوعية الظرفية ك "السبت البيئ".. وغيرها من الحملات، ساهمت، بشكل غير كاف، في سبيل الوصول الى المبتغى المنشود.