كثّفت محافظة الغابات لولاية البليدة، تزامنا مع حلول عيد الأضحى المبارك، من نشاطها الرقابي على مختلف الفضاءات الغابية التي تقصدها العائلات، خاصةً بعد تسجيل عدد من المخالفات المتعلقة بإشعال مواقد الشواء، وهو ما استدعى، حسب محافظ الغابات لولاية البليدة محمد مقدم، توجيه نداء إلى كافة المواطنين، للتحلي بالوعي، وتجنب إشعال النار، نظرا لما قد يتسبب فيه ذلك من حرائق مدمرة للغابات. تتمتع ولاية البليدة بمساحات غابية واسعة تُقدّر ب65253 هكتار. وتتحول هذه الفضاءات، خاصة تلك التابعة للحظيرة الوطنية للشريعة وغابات حمام ملوان وبحيرة الضاية، إلى مقاصد مفضلة للعائلات للراحة والاستجمام. إلا أن بعض السلوكات السلبية وغير الحضارية مثل ترك مخلفات الطعام، أو إشعال مواقد الشواء، لا سيما خلال العطل الصيفية وأيام عيد الأضحى، دفعت السلطات إلى تسطير نصوص قانونية، تهدف إلى تشديد العقوبات على كل من يُلحق ضررا بالبيئة الغابية، خصوصا ما يتعلق بإشعال النار. ورغم المجهودات التي تبذلها مصالح محافظة الغابات على مستوى البليدة والتي انطلقت منذ شهر أفريل الماضي في إطار العمل الجواري والتحسيسي للتنبيه بخطورة هذه الأفعال، إلا أن الرسالة التحسيسية لم تصل بعد إلى البعض، حيث تم، حسب المتحدث، تسجيل عدد من التجاوزات التي رصدتها دوريات المحافظة، والمتمثلة في إشعال مواقد الشواء، والتي سارعت المصالح المعنية إلى توقيفها، وتحرير محاضر ضد المخالفين، الذين دفعوا بعدم معرفتهم قرارات المنع. وفي هذا السياق، أوضح محافظ الغابات أن مناسبة عيد الأضحى المبارك تتطلب من مصالحه تكثيف العمل الرقابي من خلال زيادة عدد الدوريات الغابية، خصوصا على مستوى الفضاءات التي تشهد إقبالًا كبيرا من العائلات والشباب خلال أيام العيد وبعدها. وأشار إلى أن القانون 23/21 المتعلق بالغابات يمنع إشعال النار، غير أن التوعية لم تأتِ بعد بالنتائج المرجوة، ما اضطر المصالح لتطبيق الإجراءات القانونية بتحرير محاضر، وتحويل المخالفين إلى الجهات القضائية. وأكد أن "القافلة الخضراء" لاتزال تجوب مختلف البلديات للتوعية بالمخاطر المرتبطة بإشعال مواقد الشواء، والعقوبات المنصوص عليها في القانون، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة بعد العيد، ستشهد تشديد العقوبات، وتكثيف عمليات الإحالة على القضاء. وردّا على سؤالنا بشأن ما إذا كان المخالفون يجهلون فعلاً ما ينص عليه القانون، أكد محمد مقدم أن أغلب المخالفين الذين يُضبَطون متلبسين بإشعال مواقد الشواء، يبررون فعلتهم بالجهل، وعدم العلم بالقانون رغم كل الحملات التحسيسية التي تم تنظيمها عبر مختلف وسائل الاتصال، بما في ذلك المساجد، والساحات العمومية. غير أن الحقيقة، يضيف، أن الكثير منهم يتعمدون مخالفة التعليمات، لأن "كل ما هو ممنوع مرغوب"، خاصة أن كل الفضاءات الغابية المستقطبة للعائلات تتضمن لافتات تحذر من إشعال النار، أو رمي المخلفات. من جهة أخرى، أشار المحافظ إلى أن تكثيف دوريات الرقابة سيمس الفضاءات الغابية، التي تعرف إقبالًا كثيفا من العائلات، وعلى رأسها: الحظيرة الوطنية للشريعة، وحمام ملوان، ومنطقة المرجة بأولاد السلامة، وغابة تازارين ببوقرة، وطريق الشفة، ووادي جر، ومنطقة الضاية، لافتا في السياق إلى أنه على الرغم من وجود نصوص قانونية صارمة تعاقب على إشعال النار، إلا أن محافظة الغابات لاتزال تراهن على وعي المواطن، وتعاونه في التبليغ عن التجاوزات، بما يساهم في حماية هذه الثروة الطبيعية. وفي هذا السياق، نصح المسؤول المواطنين الراغبين في قضاء يوم في الطبيعة، بتحضير الوجبات في المنزل، والامتناع عن إشعال النار داخل الغابة، مؤكدا أن من بين القرارات الجاري تطبيقها والتي يتعين على الجميع احترامها، خصوصا فئة الشباب، منع التخييم أو التواجد في الفضاءات الغابية من الساعة العاشرة ليلاً إلى السادسة صباحا. واختتم المتحدث بالإشارة إلى أن محافظة الغابات بصدد التحضير لإصدار قرار يقضي بمنع دخول بعض المناطق الغابية الحساسة؛ حمايةً لها من حرائق محتملة خلال فصل الصيف.