يشهد قطاع الصيد البحري بولاية عنابة، جملة من التحديات التي أثرت بشكل مباشر على نشاط الصيادين والمهنيين، وعلى رأسها غياب ميناء صيد بحري خاص، ما أدى إلى اكتظاظ كبير في الميناء التجاري الحالي بجوانو، وتفاقم معاناة البحارة بسبب ضيق المساحات، وفوضى الرسو الناتجة عن عدم الالتزام بمخطط واضح. أكد مدير غرفة الصيد البحري، خير الدين بن تركي، في هذا السياق، على أهمية مرافقة الصيادين، من خلال التكوين المتواصل، مشيرا إلى أنه تم تكوين أكثر من 200 بحار، مؤخرا، تحصلوا على شهادة اعتماد الخبرة المهنية، ضمن سياسة تكوين تُراعى فيها احتياجات المهنيين، ويتم ضبطها، حسب الطلب. من جانبه، أشار نائب الغرفة الجزائرية للصيد البحري وتربية المائيات، شريف تلي، إلى غياب الالتزام بمخطط رسو السفن، مما أدى إلى فوضى يومية واحتكاكات بين البحارة، داعيا إلى ضرورة تنظيم الميناء وتوسيعه، بما يستوعب النشاط المتزايد في الولاية. وفي خطوة نحو الحل، تُسجَّل حاليًا، أشغال توسعة الميناء التجاري بجوانو، حيث من المتوقع، أن يتم إنشاء ميناء جديد مخصص للصيد البحري، ما قد يضع حدا جزئيا لهذه المعاناة، ويوفر بيئة عمل لائقة ومهيكلة للصيادين. أما في الجانب الاجتماعي، فلا تزال إجراءات الضمان الاجتماعي والتقاعد تشكل هاجسا للمهنيين، بفعل التعقيدات الإدارية، وضعف الرقمنة، حيث طالب المهنيون برقمنة سجلات البحارة، لتسهيل عملية استخراج الوثائق، خاصة في حالات التقاعد أو الوفاة، وضمان حقوقهم الاجتماعية بسلاسة وشفافية. وشددت الغرفة، على ضرورة تحسين ظروف العمل، من خلال تسهيل الإجراءات الإدارية، وتوفير أدوات العمل القانونية، بالإضافة إلى تنظيم دورات تكوينية في الإسعافات الأولية، لحماية البحارة من الأخطار اليومية في عرض البحر. ودعا المتدخلون، بالمناسبة، إلى تعزيز الوعي البيئي لدى الصيادين، من خلال حملات تحسيسية مستمرة، تهدف إلى الحفاظ على الثروة السمكية وضمان استدامتها للأجيال القادمة. في اليوم العالمي للبيئة أسبوع للتوعية والعمل الميداني افتتح بمركز البحث في البيئة بولاية عنابة، أسبوع بيئي متكامل، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للبيئة، المصادف ل 5 جوان من كل سنة، جامعًا بين التوعية العلمية، التعاون المؤسساتي، والعمل الميداني، ليؤكد من جديد، أن حماية البيئة مسؤولية جماعية، تتطلب تظافر الجهود من مختلف الفاعلين. استُهلت فعاليات الأسبوع، بحفل تكريم لأول دفعة من برنامج "حراجي المستقبل"، الذي يُعد مبادرة رائدة، تهدف إلى ترسيخ القيم البيئية لدى الناشئة، وتعزيز وعيهم بأهمية الغابات والتنوع البيولوجي. وقد احتضن المركب السياحي "صبري" يومي 2 و3 جوان، ورشة عمل متخصصة ضمن برنامج "TAIEX" الأوروبي، بمشاركة خبراء دوليين وفاعلين محليين، لمناقشة سبل تعزيز الاقتصاد الدائري، وتحسين إدارة النفايات الصناعية، من خلال حلول مبتكرة ومستدامة، في إطار السعي إلى تقليل التلوث الصناعي، وتحقيق نمو اقتصادي بيئي متوازن. وقد خصصت هذه المناسبة، لتثمين نتائج البحث العلمي، من خلال توقيع اتفاقيات تعاون بين المركز وعدد من الشركاء الاقتصاديين، بغرض تحويل مخرجات البحث إلى تطبيقات واقعية، خاصة في مجالات إدارة النفايات والتقنيات النظيفة، بما يساهم في تقليص البصمة البيئية، وتحقيق انتقال نحو نماذج إنتاج أكثر مسؤولية. وحسب المنظمين، يُختتم الأسبوع البيئي في 5 جوان الجاري، بمجموعة من الفعاليات الميدانية والتحسيسية التي ستشمل مختلف ولايات الوطن، حيث يشارك المركز، كعادته، إلى جانب عدد من الهيئات والمؤسسات والمجتمع المدني في ورشات وأنشطة توعوية، تسلط الضوء على شعار هذا العام: "الحد من التلوث بالمواد البلاستيكي. لأننا معا نستطيع تأمين مستقبل صحي أفضل". ومن خلال هذه المبادرات، يؤكد مركز البحث في البيئة، التزامه المتجدد بتفعيل دور العلم والمعرفة في خدمة القضايا البيئية، ساعيا إلى ترسيخ وعي بيئي مسؤول، ينعكس على سلوك الأفراد والمجتمع. تتواصل بوحدة الإنتاج "شايبي العربي" في عنابة انطلاق حصاد السلجم الزيتي تتواصل عملية حصدِ محصول السلجم الزيتي على مستوى وحدة الإنتاج الفلاحي "شايبي العربي" ببلدية الحجار في بعنابة، وسط مجهودات واسعة، يبذلها الفلاحون والعمال، من أجل استكمال موسم الحصاد في ظروف ملائمة، وتحقيق مردود جيد يوازي حجم التطلعات، وقد انطلقت هذه العملية، في إطار الحملة الوطنية لحصاد المحاصيل الزيتية، التي تراهن عليها السلطات الفلاحية لدعم الاقتصاد المحلي، وتنويع مصادر الدخل الفلاحي. يُعد السلجم الزيتي، من المحاصيل الزراعية الصناعية ذات القيمة الاقتصادية العالية، نظرا لاستعمالاته المتعددة، سواء في الصناعات الغذائية أو تحويله إلى زيوت نباتية صحية، إلى جانب استخدامه في مجالات صناعية أخرى، كإنتاج الوقود الحيوي. وأوضحت المصالح الفلاحية بعنابة، في هذا الإطار، أن عملية الحصاد تسير بوتيرة منتظمة، بفضل التخطيط المحكم وتوفير وسائل العمل الضرورية، من آلات الحصاد، ونقل المحصول، إلى جانب المتابعة التقنية من قبل مهندسين ومختصين في المجال. كما أشاروا، إلى أن الوحدة سجلت هذا الموسم تطورا ملحوظا في نوعية المحصول، مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما يعكس نجاح التقنيات الزراعية المعتمدة، وعلى رأسها تحسين البذور، واحترام الدورات الزراعية، واستعمال الأسمدة المناسبة. ويشهد الحقل الفلاحي بوحدة "شايبي العربي"، نشاطا مكثفا خلال هذه الفترة، حيث تتظافر جهود الجميع لضمان نجاح العملية، في ظل تقلبات الطقس ومحدودية فترة الحصاد، مما يعكس روح الانضباط والتفاني لدى القائمين على هذا المشروع الفلاحي النموذجي. وتم اتخاذ جملة من الإجراءات الوقائية، لضمان سلامة العمال والحفاظ على الآليات والمعدات من أي أعطال قد تؤثر على سير العمل. في نفس السياق، عبر عدد من الفلاحين العاملين بالوحدة، عن رضاهم على مستوى التنظيم والإشراف التقني، مؤكدين أهمية هذه التجربة في نقل الخبرات وتطوير المهارات الزراعية المحلية. كما دعوا إلى مزيد من الدعم من قبل الهيئات الوصية، خاصة في ما يتعلق بتمويل المشاريع الفلاحية، وتوفير مسالك التسويق، وتعزيز برامج الإرشاد والتكوين. تجدر الإشارة، إلى أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، وضعت في السنوات الأخيرة، خطة طموحة لتشجيع زراعة السلجم الزيتي، باعتباره من المحاصيل البديلة والمكملة، حيث تم تخصيص برامج توعوية وإرشادية، بالتعاون مع المعاهد التقنية والهيئات البحثية، من أجل مرافقة الفلاحين وتمكينهم من تقنيات الزراعة الحديثة لهذا النوع من المحاصيل. وفي الأخير، تعكس التجربة الناجحة لوحدة "شايبي العربي" في بلدية الحجار، نموذجا ناجحا، يمكن تعميمه على باقي بلديات ولاية عنابة، مما يُبرز أهمية دعم المبادرات المحلية، وتثمين القدرات الإنتاجية للفلاحين، في سبيل بناء اقتصاد فلاحي متين ومستدام.