جسّدت القافلة الإعلامية السياحية 2025 بين الجزائروتونس، وما حملته من رسائل للتوعية حول مخاطر حوادث المرور بإسهام علامات رائدة في صناعة السيارات والرياضات الميكانيكية في الجزائر، معاني الأخوة والمحبة والتضامن على طول الطريق الرابط بين الجزائر العاصمة إلى جزيرة جربة بتونس لترسم خارطة تعاون جديد بإرادة شعبين جمعهما تاريخ مشترك. عادت القافلة الإعلامية السياحية 2025 المعروفة سابقا باسم "رالي الصحافة" إلى الجزائر العاصمة أول أمس، قادمة من جربة التونسية، بعد رحلة دامت 6 أيام، قطعت فيها مسافة 3 آلاف كلم ذهابا وإيابا، وسجّلت توقفا بولاية وادي سوف، حيث قام المشاركون المقدّر عددهم ب60 مشاركا بتجريب سيارات نفعية من نوع "بيك أب" ودرّاجات نارية فخمة لفريق "الهوغ" لولاية الجزائر. وشكّلت التظاهرة التي جمعت بين أجواء المغامرة والقيادة في الصحراء والطرق الوعرة واكتشاف المناطق والمدن التي مرّت بها القافلة، تجربة فريدة، حملت رسالة هادفة عنوانها التحسيس حول السلامة المرورية والترويج للسياحة والحوار بين الشعبين الجزائريوالتونسي.وبكل المدن والطرقات التي توقفت بها القافلة بالجزائروتونس، قدّم المشاركون صورا إيجابية عن السياقة المسؤولة التي تبقى إلزامية وليس اختيارا للحفاظ على حياة مستعملي الطريق، على هذا المحور من الطريق الصعب الذي بات يعرف في السنوات الأخيرة حركية كبيرة سياحية وتجارية بين البلدين، بالنظر إلى العدد الكبير للسياح الذين يتنقلون بين البلدين خاصة خلال موسم الاصطياف.ومنح طريق العودة فرصة للمشاركين لتطبيق الممارسات الجيدة التي تعلموها خلال كل الرحلة بالاستفادة من خبرة ونصائح المختص في الرياضات الميكانيكية وسباق الدرّاجات النارية القائد الدولي خير الدين سرير، حيث تمكّنوا من التغلّب على التعب خلال السياقة رغم طول المسافة والمدة التي تجاوزت 21 ساعة ليلا ونهارا. وكان من ضمنهم فريق الهوغ لعلامة "هارلي دافيدسون" للجزائر العاصمة الذي شارك ب10 درّاجين من بينهم امرأة.. القافلة الإعلامية ورشة تربوية متنقلة وأكد منظم القافلة نبيل مغيرف ل"المساء" أنّ التوعية بضرورة احترام قانون المرور "لم تعد مسألة محلية فقط بل أصبحت مسألة جهوية" تستدعي المرافقة وحملات تحسيسية مكثفة بالنظر للعدد الهائل من مستعملي الطريق بين البلدين، حيث يقدّر عددهم بنحو 4 ملايين جزائري يزورون تونس سنويا وأكثر من مليون و400 ألف تونسي يزورون الجزائر، ويتنقلون عبر المعابر الحدودية. الأمر الذي يؤكد، حسبه، بأنّ القافلة ليست مجرد رحلة عادية، بل هي ورشة متنقلة تربوية ومرورية، وواجهة مفتوحة للتعريف بصناعة السيارات بالجزائر، ومبادرة للتعريف بمقوّمات وخصوصيات السياحة للبلدين الشقيقين اللذين تجمعهما روابط تاريخ مشترك وجغرافيا. وتمكّن الصحفيون والمصوّرون وسائقو الدرّاجات النارية على طول الطريق وعشرات المحطات التي توقفوا بها من التأكيد على إمكانية السير بسرعة عادية واحترام قانون المرور، حيث كانوا سفراء حقيقيين للوقاية وللسلامة المرورية بتحكمهم في قيادة مختلف أنواع السيارات التي شاركت في القافلة والتي تداولوا عليها ومنها نماذج مصنوعة بالجزائر كسيارات "فيات" وحافلات "هيجر"، وسيارات "غريت وال" المزمع تصنيعها بالجزائر مستقبلا. معبر طالب العربي.. جهود حثيثة لحماية الاقتصاد الوطني يبقى المعبر الحدودي "طالب العربي" شاهدا على الإرادة القوية للبلدين لتطوير السياحة وزيادة حجم المبادلات التجارية، حيث يعد أكبر معبر حدودي بري مغاربي يقع على بعد مسافة 84 كيلومترا من مدينة وادي سوف، ويتربع على مساحة 12 هكتارا، وقد استفاد من تمويل ب872 مليون دينار لدراسة وإنجاز مختلف المرافق، منها مراكز لشرطة الحدود والجمارك والمصالح الإدارية وإقامة الإطارات ومكتب للتوجيه السياحي وقاعة شرفية ومركز للمراقبة ومخزن للمحجوزات، فضلا عن جهاز سكانير لتسهيل مراقبة وتفتيش المسافرين والسيارات والبضائع حفاظا على الأمن وحماية للاقتصاد، وقد تمّ ضمن هذا المسعى تخصيص قاعدة حياة لأعوان الجمارك تضمّ 36 غرفة بقدرة استيعاب 120 شخص، وجناح مخصّص للشرطة يضمّ 84 غرفة بقدرة استيعاب 118 شخص، ومقهى وأرضية مخصّصة للرياضة.