تبرز خلال الأيام التي تلي عيد الأضحى المبارك، حفلات الشواء، للاستمتاع بلحم الأضحية، تقليد يتواصل لعدة أيام بعد العيد، وفي الوقت الذي يتشارك البعض تلك الأوقات داخل البيت، أو في حديقة المنزل أو الفناء الخلفي للبيت، يقرر آخرون التوجه نحو الغابات والمساحات الخضراء للاستمتاع بالوليمة، ورغم تحذيرات ومنع السلطات تلك الممارسات، بعد الحوادث الأليمة والمدمرة التي عرفتها الجزائر، قبل فترة، بسبب اندلاع حرائق صعبة الاحتواء، لا يزال بعض الشباب جاهلا، وآخرون خفية عن أعوان الغابات، يواصلون تلك الممارسات التي تهدد سلامة البيئة. قال، في هذا الصدد، أنيس واعلي، ناشط ضمن جمعيات بيئية، أن نشاط مواقد الشواء من الأنشطة العائلية الممتعة، والتي يستمتع بها حتى الأصدقاء خلال خرجاتهم، إلا أنه بعد الكوارث الطبيعية التي تم تسجيلها، بسبب حرائق الغابات، تم منع هذه الممارسات التي لابد من خلالها، احترام بعض معايير السلامة، والتي من دونها قد تكون العواقب كارثية. أوضح المتحدث، أن التوافد على الغابات، نشاط لابد أن يتحلى ممارسوه بثقافة ووعي بيئي، لحماية الغابة من مختلف الأخطار، على رأسها التلوث والحرائق، موضحا أن الكثير من الشباب، وحتى العائلات، يحبون هذا النوع من الأنشطة، إلا أن القليلين من يحترم معايير السلامة، إذ يخلفون فضلات وقمامة تشوه الوجه العام للطبيعة والمساحة الخضراء، من قارورات وبلاستيك ومعلبات، وكذا أغلفة المأكولات وغيرها، فضلا عن أن البعض يترك مواقد الشواء مشتعلة، أمام مصير مجهول قد تتسبب في حرائق يصعب احتواؤها. وقد نظمت العديد من الجمعيات في الكثير من المرات، حملات تحسيس وتوعية، خلال العطل، لاسيما خلال المواسم والأعياد التي تشهد ارتفاع عدد منظمي مواقد الشواء والتوافد على الحدائق والغابات، إلا أنها لم تأت أكلها، لتتواصل تلك السلوكيات المعادية للبيئة، إلى حين تم المنع التام لإضرام النار في الفضاءات الغابية، كقاعدة أساسية لدرء هذا النوع من المخاطر. ورغم ذلك، أكد المتحدث، أن بعض الشباب لا يزال يختفي وسط كثافة تلك الغابات، لإضرام النار والشواء، بعيدا عن أعين الرقابة، معتبر أن هؤلاء مطالبون بالوعي والحرص على تفادي ذلك، والتأكد من إطفاء النار جيدا، قبل ترك المكان، لتحاشي أي تهديد باندلاع حرائق كارثية. وقد نبه المتحدث، إلى أن أخذ الحيطة والحذر لابد أن تكون أكثر خلال موسم الحر، حيث تشتد درجة الحرارة، وتكون أغصان الأشجار والنباتات جافة، ما يجعل النار تلتهمها وتلتصق فيها بكل سهولة، وهو الهشيم اليابس، فضلا على وجود الرياح التي يمكن أن تلعب دور نقل تلك النار من مكان لآخر، وتوسيع نطاقها. وفي الأخير، شدد المتحدث على أهمية تفادي ترك المواد القابلة للاشتعال، خصوصا القارورات الزجاجية التي تكون أحيانا المسببة للاشتعال، بسبب أشعة الشمس.