أكد معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن الجزائر تتمتع بسمعة طيّبة ويمكن أن تكون شريكا أمنيا رئيسيا للولايات المتحدة في منطقة تزداد تقلبا، مضيفا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت بالفعل في الاستثمار في تعميق هذه العلاقة الثنائية، وأن الجزائر أظهرت رغبتها في تعزيز العلاقات بين البلدين. أوضح المعهد خلال إصداره مذكّرات سياسية حول التفاعل الاستراتيجي الأمريكي مع الجزائر، أن موقع الجزائر كواحدة من أكبر منتجي الطاقة في إفريقيا، والتي تقع استراتيجيا على طول طريق التجارة البحرية في المتوسط، يؤهلها لأن تكون شريكا قويا باعتبار أن لها خبرة كبيرة في مكافحة الإرهاب، وتلعب دورا رئيسيا في برامج الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للاتحاد الإفريقي، فضلا عن استمرارها في استضافة المركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب التابع للاتحاد الإفريقي ما يجعلها شريكا ويمكن أن تكون بديلها. وتأتي مذكّرات معهد واشنطن بعد أيام من تلقي رئيس الجمهورية، رسالة تهنئة من نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لاستقلال الجزائر، حيث أشاد بعمق الشراكة بين البلدين مستحضرا في هذا الصدد الانجازات المشتركة المحقّقة على الصعيد الإقليمي في مجالات مكافحة الإرهاب، تأمين الحدود وتعزيز الاستقرار بما يخدم أمن البلدين ويقوي علاقاتهما الاقتصادية. ويحظى التعاون الأمني بين الجزائروواشنطن بالكثير من الاهتمام خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، التي كانت بمثابة نقطة تحوّل في التعاون الثنائي، أبدت خلالها الولاياتالمتحدة اهتمامها الكبير بتجربة بلادنا في التصدّي لهذه الظاهرة العابرة للحدود ما جعلها شريكا استراتيجيا لها. وقد اعتمدت الولاياتالمتحدةالأمريكية على الخبرة الجزائرية في مكافحة الإرهاب، على ضوء الإجراءات التي أقرّتها بلادنا للقضاء على الظاهرة عن طريق المصالحة الوطنية واستمرار التصدّي للفلول المتبقية الرافضة للخيار السلمي عن طريق مكافحتها، حيث امتدت جهودها إلى منطقة الساحل بسبب التهديدات الخطيرة التي تفرزها المنطقة تجاه دول الجوار وعلى الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، كتجارة المخدرات، تجارة السلاح وأخطرها التنظيمات الإرهابية. وتنوعت المبادرات التي طرحت في المنطقة لمكافحة الإرهاب بين آليات عسكرية وإرساء مشاريع سياسية واقتصادية ودفع عملية التنمية في مختلف المجالات قصد القضاء على العوامل المشجّعة على تفشّي الظاهرة.