تَسببت الحرائق التي اندلعت، نهاية الأسبوع المنصرم، بغابات شمال ولاية برج بوعريريج، في التهام مساحات شاسعة من الأراضي الغابية والفلاحية، والتي أسفرت عن إتلاف أكثر من 700 هكتار، حسب ما أكد عثمان عمارة، رئيس مصلحة حماية الحيوانات والنباتات بمحافظة الغابات ببرج بوعريريج. وحسب نفس المتحدث، فإن المساحة المحروقة بلغت 705 هكتار، منها 448.4 هكتار من الغابات، و160هكتار من الأدغال، و96.5 هكتارا من الأملاك الخاصة، والتي مست أشجار الصنوبر الحلبي، والبلوط الأخضر، والضرو، والرتم، والديس والقندول، وأشجار التين والزيتون، بكل من غابات وأحراش بلديات ثنية النصر، والقلة وجعافرة. وأوضح مسؤول المصلحة أن النيران خلّفت دمارا واسعا، حيث التهمت ببلدية الجعافرة نحو 297 هكتار من الغابات، و50 هكتارا من الأدغال. كما امتدت إلى الأملاك الخاصة والبساتين، لتتلف 33 هكتارا منها، وتثقل كاهل العائلات الفلاحية بخسائر مباشرة. أما ببلدية ثنية النصر، فقد أتت النيران على 89.5 هكتارا من الغابات، و 52 هكتارا من الأدغال، و53.5 هكتارا من الممتلكات الخاصة، لتبرز هنا شراسة الحرائق، خاصة بساتين التين والزيتون. كما أتت الحرائق ببلدية القلعة على 62 هكتارا من المساحات الغابية، و58 هكتارا من الأدغال، و10 هكتارات من الأملاك الخاصة. وهي أرقام تعكس فداحة الكارثة التي حلت بالمنطقة. وأشار المتحدث الى أن المرحلة الراهنة تتركز على التقليل المستمر للتربة للبحث الدقيق عن الجمرات المدفونة تحت الرماد، أو داخل الجذور المحترقة لإخمادها كليا، باعتبارها خطرا حقيقيا لإعادة اندلاع النيران، خاصة مع ارتفاع الحرارة أو هبوب الرياح وصعوبة التضاريس بالمنطقة، وكذا لمساعدة تسريع تعافي التربة، ومنع تكوّن "القشرة النارية" المانعة لنمو النبات. وعن العملية، ثمّن مسؤول المصلحة تدخّل المعنيين لإخماد الحرائق، مشكَّلة من أعوان الغابات إضافة إلى 40 عونا، و9 فرق تدخّل ببرج بوعريريج، و4 من سطيف، مدعمين ب9 شاحنات إطفاء خفيفة، و9 سيارات ميدانية واتصال، و200 عون من رجال الحماية المدنية تابعين لولايات سطيف، وبرج بوعريريج والمسيلة مدعمين ب 80 آلية تدخّل متنوعة، و10 طائرات إطفاء، إضافة إلى أفراد الجيش الوطني الشعبي، والدرك الوطني، وأمن دائرة جعافرة، ناهيك عن البلديات بالمنطقة، والجمعيات بكل أطيافها، والمشاركة الواسعة لمواطني المنطقة والبلديات المجاورة، مضيفا أن عملية المراقبة مستمرة في انتظار مصالحه التجديد الطبيعي للأشجار، حاثا على التحلي بالوعي، واتباع تعليمات الوقاية والتعاون مع الجهات المختصة، من خلال التبليغ الفوري عن أي حالة طارئة عبر الأرقام الخضراء، في ظل الارتفاع في درجات الحرارة، وتزايد احتمالات نشوب الحرائق، ما يشكل خطرا حقيقيا، يهدد الأرواح، والممتلكات، والثروات الطبيعية والزراعية.