في خيمة مهترئة غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة يرقد سليم عصفور الرجل المسن الذي كان يومًا يملأ الأفق بأذان الفجر من مسجد الصحابة في عبسان الجديدة. عصفور بالكاد يستطيع الآن أن يهمس بعد أن التهم الجوع صوته وأحكم المرض قبضته على جسده. إذ اضطر للنزوح من بلدته عقب تصاعد العدوان الإسرائيلي ليجد نفسه عالقًا في دوامة الحصار فاقدًا القدرة على الحركة وعلى الحصول حتى على كسرة خبز. في مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل قال عصفور بصوت بالكاد يُسمع: ما أكلتش خبز من خمسة أيام... ما بقدر أوصل الحمام . يتحدث الرجل بوجه شاحب وجسد أنهكه فقدان الوزن إذ تراجع وزنه من 75 إلى أقل من 40 كيلوغرامًا. لم يعد قادرا على المشي ولا الرؤية بوضوح. طعامه إن وُجد لا يتعدى قليلا من شوربة العدس أو بعض الدقة وجبة البؤس الوحيدة المتبقية في قاموس غزة. صورة عصفور بجسده الغائر تحوّلت إلى رمز للمأساة. بعض المغردين لم يصدقوا الصورة بدايةً حتى أكّد جيرانه صحتها قائلين: هذا هو العم سليم مؤذن مسجد الصحابة صوت الأذان الذي خفت حتى اختفى .