تفضل العديد من العائلات بسكيكدة، خلال فصل الصيف، إتمام سهراتها الليلية، لساعات متأخرة، متوجهين إما إلى ميناء الترفيه بمنطقة سطورة، أو نحو العربي بن مهيدي، وحتى على شواطئ فلفلة، انطلاقا من وادي ريغة، لاسيما بالنسبة للعائلات التي تملك مركبات، أو من قبل السياح المقيمين في فنادق المنطقة، وحتى من بعض الزوار القادمين من قسنطينة. نفس الشيء يعرفه كورنيش طريق المعز، الذي يحتاج إلى إعادة تهيئة وغرس الأشجار وإنجاز المقاعد، ومن ثمة فالعائلات التي تفضل السهر ليلا، إما يقضون سهراتهم على ضفاف الشاطئ، أو على مستوى بعض المطاعم التي تقدم مختلف الأطباق، أو على مستوى الساحات التي تتواجد بها بعض الألعاب الترفيهية وغيرها، وهو ما يعكس صراحة، توفر الأمن والأمان ليلا، على طول الكورنيش السكيكدي، في ظل الانتشار الكثيف والمكثف للمصالح الأمنية، من شرطة ودرك، سواء بالزي المدني أو الرسمي. وإذا كانت سكيكدة تفتقر إلى فضاءات الراحة والتسلية، وحتى إلى الفضاءات التجارية الكبرى، تكون في متناول كل الأسر، بما فيها الحدائق، إلا أن الكورنيش السكيكدي، يبقى المتنفس الوحيد للعائلة السكيكدية، التي دأبت خلال كل فصل صيف، على السهر خارج منازلها ومساكنها، لكسر الروتين اليومي الممل. فلا غرابة، أن تستقطب تلك الأماكن العائلات بتلك الأعداد، إلى جانب الزوار القادمين من ولايات مجاورة، لاسيما قسنطينة، كما وقفت "المساء" على ذلك بسطورة أو العربي بن مهيدي أو فلفلة، التي استرجعت هي الأخرى حيويتها ونشاطها، رغم النقص المسجل في التهيئة وفي الخدمات التي يمكن تقديمها للساهرين، الذين يفضلون إحضار ما يريدونه معهم، لإتمام السهرة، من أكل خفيف وقهوة وشاي وبعض الفواكه، بعد أن يكتفوا باقتناء المثلجات أو بعض المكسرات والحلويات للأطفال، في أجواء تتسم بالمرح والدردشات وحكايات النسوة التي لا تنقطع، بينما تجد الشباب والشابات عيونهم مسمرة على شاشات هواتفهم النقالة، متصفحين المواقع، أو منهم من يلعب الألعاب الإلكترونية وغيرها. والمطمئن بالنسبة لمن تحدثت معهم "المساء"، على مستوى شاطئ فلفلة؛ التواجد الكثيف لمختلف الجهات الأمنية، من خلال الدوريات التي تقوم بها، سواء الراجلة أو الراكبة.