تنفست العديد من العائلات السكيكدية، التي تفضل قضاء سهراتها الليلية على مستوى رصيف المارة بكورنيش "طريق الماعز"، المعروف محليا باسم "ليلو"، بعد أن قامت مصالح بلدية سكيكدة بصيانة وتصليح الإنارة العمومية، الممتدة على طول الكورنيش، الذي يشهد خلال فصل الصيف، توافدا كبيرا للعائلات الباحثة عن الراحة والهدوء، وسط نسمات البحر، إلى غاية ساعات متقدمة من الليل. رغم الأهمية التي يشكلها هذا الكورنيش، الذي تحول خلال السنوات القليلة الأخيرة، إلى مكان جذب حقيقي للأسر، بالنظر للازدحام المروري الذي يشهده الطريق في الاتجاهين، إلا أن افتقاره لمختلف الخدمات، كتلك التي تتواجد بسطورة، ماعدا قاعة أفراح تتواجد به، و«كافتريا" تقدم مختلف المأكولات والمشروبات، جعل تواجد العائلات بالكورنيش، يقتصر على الرصيف، فمنهم من يجلب الكراسي، ومنهم من يجلب معه بعض الأطعمة الخفيفة، ومن يفضل الجلوس على الحائط قبالة البحر، لتجاذب أطراف الحديث والتسامر في مواضع مختلفة، في أجواء عائلية مع أكواب من القهوة والشاي. بعض ممن تحدثت معهم "المساء"، تأسفوا عن افتقار كورنيش "ليلو" لمحلات خدماتية، على الرغم من توفر الفضاءات التي تحتاج إلى استثمار حقيقي، يخفف الضغط عن منطقة سطورة، ويفتح نافذة أخرى، تمكن العائلات من اختيار وجهتها، إما كورنيش سطورة أو كورنيش "طريق المعز"، أو التوجه إلى شاطئ العربي بن مهيدي، كما تساهم مثل تلك النشاطات، في فتح فرص العمل وإضفاء على مدينة سكيكدة، حيوية أخرى ووجها سياحيا بامتياز، لاسيما وأن بها أماكن جذابة غير مستغلة. وبالنظر إلى ما تزخر به سكيكدة من مؤهلات سياحية، من بحر وخلجان واخضرار وآثار رومانية، يمكنها أن تساهم بشكل كبير في ترقية السياحة بسكيكدة، وعلى مدار السنة، إلا أن ذلك، يبقى مرهونا بتكاثف الجهود والاهتمام بكل تلك المؤهلات، ومن شأنه إعادة الاعتبار للمعنى الحقيقي للسياحة، من خلال عدم جعلها مقتصرة على موسم الاصطياف فقط. ركود وملل بالأحياء وبخلاف كورنيش سكيكدة، لاسيما انطلاقا من شاطئ "قصر الجنة" إلى غاية سطورة، فإن النشاط التجاري داخل المدينة، كما هو الحال بعاصمة روسيكادا، يقتصر فقط على بعض محلات بيع الأكلات الخفيفة أو المقاهي بشارع "الأقواس"، أو كما هو الحال بساحة "الحرية" أو "19 فيفري"، أو كما يسمى ب«الكور"، فيما تغلق كل المحلات التجارية الأخرى أبوابها. وأرجع بعض التجار ممن تحدثت "المساء" معهم، سبب ذلك، إلى نقص الحركة التجارية بوسط المدينة ليلا، إذ تفضل العائلات التوجه إما إلى سطورة أو "العربي بن مهيدي"، فيما يفضل الشباب التوجه إلى المقاهي أو الجلوس في الأحياء للسمر وغيرها، كما تعرف جل أحياء سكيكدة الأجواء نفسها، انطلاقا من الممرات إلى غاية "20 أوت"، أو حي "الإخوة بوحجة" أو "صالح بوالكروة" أو "عيسى بوكرمة"، حيث تبقى الحركة التجارية هناك شبه منعدمة، ماعدا بعض محلات بيع المواد الغذائية، أو بعض المقاهي.