غوتيريس يدعو للالتزام الفوري بوقف إطلاق النار في غزة

طالب ببدء مسار سياسي ينهي الاحتلال الصهيوني

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار في قطاع غزة من خلال احترام الاتفاقات القائمة والعمل الجاد نحو مسار سياسي موثوق ينهي الاحتلال الصهيوني ويضمن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وصولا إلى حلّ الدولتين.
وقال غوتيريس، على هامش القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، المنعقدة في الدوحة، إنه "قلق للغاية إزاء الانتهاكات المتواصلة في غزة"، مؤكدا أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة هناك "يجب أن تتوقف فورا".
وفي نفس السياق، حذّر المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية "حماس"، حازم قاسم، أن "الاحتلال الإسرائيلي يستكمل عملية إبادة كل مظاهر العمران في قطاع غزة عبر عمليات النسف المستمرة كامتداد لحرب الإبادة في ظل وقف إطلاق النار وسط صمت الجميع في العالم من حولنا".
وأكد قاسم، خلال تصريح صحفي أمس، أن هذا انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار يستلزم موقفا واضحا من جميع الأطراف لوقف هذه السياسة العدوانية. وكان مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إسماعيل الثوابتة، أكد إن جيش الاحتلال ارتكب 194 خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، أسفرت عن استشهاد 238 فلسطيني وإصابة 600 آخرين منذ 11 أكتوبر الماضي تاريخ دخول بدء سريان وقف إطلاق النار في القطاع.
وفي ظل استمرار الخروقات الصهيونية، حذرت منظمة الأغذية والزراعة "فاو" من كارثة إنسانية وزراعية غير مسبوقة في غزة جراء العدوان الصهيوني على القطاع. وأكدت في تقريرها السنوي أن أقل من 5% فقط من الأراضي الزراعية ما زالت صالحة للزراعة بعد تدمير أكثر من 80% من المساحات المزروعة بفعل العدوان المستمر.
وقالت إن حوالي 70% من البيوت البلاستيكية دمرت بالكامل، فيما تضررت غالبية الآبار بما جعل الوصول إلى المياه شبه مستحيل وأدى إلى انهيار شبه كامل في منظومة الإنتاج المحلي داخل القطاع. وأكد التقرير أن غزة أصبحت تعتمد بشكل كامل على المساعدات الإنسانية لتأمين احتياجاتها الغذائية، محذرا من أن استمرار القيود على دخول الإمدادات الزراعية والوقود عبر المعابر سيقود إلى مجاعة واسعة خلال الأشهر المقبلة.
وأضافت المنظمة الأممية أن 90% من سكان غزة غير قادرين على الحصول على غذاء كاف، حيث أشارت إلى أن إنتاج الخضروات والحبوب انخفض إلى أقل من نصف مستواه قبل عامين، في حين تعرض قطاع الصيد البحري لتدمير واسع وتقييدات مستمرة حالت دون عمله الطبيعي.
وصنفت "فاو" قطاع غزة ضمن أسوأ أربع أزمات غذائية في العالم خلال عامي 2024 و2025، إلى جانب السودان واليمن وأفغانستان. ودعت إلى استجابة طارئة متعددة القطاعات تشمل الأمن الغذائي والمياه والصحة والدعم النفسي لتفادي انهيار إنساني شامل في القطاع.
من جهتها أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن نحو 75 ألف نازح يحتمون في أكثر من 100 مبنى للوكالة في غزة معظمها متضرر ومكتظ. وأوضحت، في بيان، أن فرقها تعمل بلا كلل لضمان ظروف معيشية آمنة وكريمة للنازحين في قطاع غزة، مشيرة إلى أن 90% من سكان غزة يعانون سوء التغذية.
وكانت السلطات الصحية في غزة أعلنت عن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 68 ألفا و875 شهيد، وعلى مدار عامين، ارتكب الاحتلال الصهيوني إبادة جماعية في غزة شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.