تُعد شجرة الزيتون شجرة مباركة لما تحمله من رمزية خاصة؛ لأنها تعمّر لمئات السنين. رمز الفخر للعديد من العائلات الريفية بولاية البويرة؛ كونها تجسّد منذ عدة قرون، معنى الحياة، والاستدامة الغذائية. واعتبر العديد من الفلاحين والأسر الريفية بولاية البويرة، بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الزيتون المصادف ل26 نوفمبر، هذه الشجرة لاتزال مصدر فخر وحياة بفضل منتوجها (الزيتون وزيت الزيتون)، الذي يسمح للفلاحين وأسرهم بتحقيق الاكتفاء الغذائي لسنوات طويلة. ويقول السيد محمد وهو فلاح في 82 من العمر وصاحب عدة حقول من أشجار الزيتون بقرية صماش (العجيبة) إن "شجرة الزيتون رمز فخر في منطقتنا المعروفة بأشجارها العتيقة، إذ إن ثمارها وزيتها مكنا العديد من العائلات في الماضي وإلى يومنا هذا، من ضمان أمنها الغذائي"، مؤكدا أن "زيت الزيتون عنصر أساسي في تقاليدنا الغذائية. وحضوره يكاد يكون ضروريا". وتمثل حملة جني الزيتون بالنسبة لجل المناطق الريفية والجبلية بولاية البويرة حيث يستعد الفلاحون والعائلات للتوجه نحو الحقول من أجل جني الزيتون، الانطلاقة الفعلية للموسم الفلاحي. ولفتت "نا وردية" (85 سنة) من سكان قرية أغويلال (العجيبة)، إلى أهمية "هذه التقاليد بالرغم من التراجع المسجل في الإنتاج خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب نقص التساقطات المطرية". كما استذكرت بالمناسبة تلك المرحلة من حياتها التي كان فيها جنود فرنسا الاستعمارية يعمدون إلى تخريب وقطع أشجار الزيتون؛ بهدف قمع السكان المحليين، لعلمهم، كما قالت، "بالأهمية الخاصة التي يوليها سكان الأرياف لهذه الشجرة المباركة". وأوضحت المتحدثة أن "شجرة الزيتون ترمز لحياتنا وكرامتنا". كما نوهت ب "أهمية الزيت المستخلص من ثمارها، والذي يُستعمل في الطهو، وفي صناعة مواد العناية بالجسم، وحتى في تحضير عقاقير وأدوية للعلاج وللجروح ". وقالت إن "هذه الشجرة المباركة تعطينا علاوة على زيتها، زيتونا للاستهلاك، وخشبا، وأوراقا ذات استخدامات متعددة في الطبخ، والطب التقليدي". الزيتون.. رافد اقتصادي تُعد زراعة الزيتون من الأنشطة الفلاحية الرئيسية بولاية البويرة من خلال احتلالها مساحة تقدر بحوالي 36 ألف هكتار من أشجار الزيتون. ويشكل الزيتون عنصرا أساسيا في الاقتصاد المحلي؛ كونه مصدر رزق أساسي بالنسبة للعديد من العائلات القاطنة بالمناطق الريفية والجبلية، التي تغطي حاجياتها في المجال، وتوجه الفائض منه للبيع والتصدير، وفقا للخبير في زراعة الزيتون، أرزقي تودرث. وتحصي الولاية عدة معاصر محلية معروفة بتصدير زيت الزيتون، من بينها مؤسسة "إيثري أوليف" لصاحبها سعودي بوبكر، ومعاصر "عادل عكوش" بامشدالة، و"علي بلعربي" بالأخضرية. كما أشار السيد تودرث إلى أن "ولاية البويرة تساهم بشكل كبير في تغطية الطلب المحلي والوطني من زيت الزيتون. وقد نجحت، أيضا، في تصديرها نحو الخارج، سيما كندا وأوروبا". وأضاف في وصفه لشجرة الزيتون أنها رمز للاجتماع، والتكتل. وتسمح في كل موسم فلاحي، بالتقاء أفراد العائلات الريفية؛ فهي شجرة توحد الناس، وتؤلف بينهم من خلال خلق مناخ من التعاون والتضامن".