تواصل شعبة الحمضيات تحقيق إنتاج وفير بفضل اعتماد الزراعة المكثفة، وتوسيع المساحات المزروعة عبر مختلف الولايات المنتجة لها، وكذا الدعم الذي وفرته الدولة للفلاحين والمنتجين في مجال السقي، وما تشمله من حفر للآبار، ووسائل الري الحديثة، وتقنية السقي بالتقطير، وغيرها من الإمكانيات والامتيازات التي شجعت على التوجه إلى قطاع الحمضيات. لكن مع هذه النتائج يرى مختصون في تصريحهم ل"المساء" ، ضرورة اتخاذ تدابير عملية لمواجهة التغيرات المناخية، التي من شأنها التأثير على المنتوج، وكذا دعم التصدير، والصناعات التحويلية. لاتزال شعبة الحمضيات تحقق نتائج مشجعة جدا في السنوات الأخيرة، بفضل مجهودات الفلاحين، والدعم الذي وفرته السلطات المعنية، الأمر الذي شجّع على التوجه لهذا القطاع الهام، الذي سمح بتوفير أنواع عديدة، وبكميات كبيرة من الحمضيات، وبذوق لا مثيل له. التغيرات المناخية.. التحدي القادم وفي هذا الصدد، أكد ميلودي جمال، عضو شعبة الحمضيات في الغرفة الفلاحية لولاية البليدة، ل "المساء"، أن منتوج الحمضيات تراجع قليلا مقارنة بالموسم الماضي نتيجة التغيرات المناخية التي شهدتها الجزائر، والتي تزامنت مع فترة إزهار الأشجار. غير أنه توقع ارتفاع المنتوج بكمية كبيرة في السنوات القليلة المقبلة، مع تسجيل فائض على مستوى الولايات المنتجة، ومنها ولاية البليدة التي تُعد الأولى في إنتاج الحمضيات على المستوى الوطني، حيث تم على مستواها، غرس 21 ألف شجيرة، بكمية مقدرة ب 800 شجرة في الهكتار تنتج 300 قنطار في الهكتار الواحد، ما يسمح بإنتاج ما يفوق 18 مليون قنطار عبر الوطن، ويفتح المجال واسعا للتصدير. وتَوقّع تسجيل حوالي 35 مليون قنطار من الحمضيات بولاية البليدة مقابل حوالي 40 مليونا و900 قنطار السنة الماضية؛ بمعدل يتراوح بين 150 و200 قنطار في الهكتار الواحد هذا الموسم، نتيجة التقلبات الجوية، المتمثلة في الحرارة الشديدة، والرياح الساخنة، والأمطار التي ميّزت مرحلة إزهار الأشجار المثمرة، مؤكدا على ضرورة تعامل الخبراء والمختصين مع النوعية الجديدة من الأشجار، وفقا لما يشهده المناخ من تغيرات، من خلال استعمال التقنيات الحديثة في السقي، للحفاظ على حامل الطعم، المعروف بحساسيته الشديدة للتقلبات الجوية. وثمّن ميلودي الدعم الذي استفاد منه الفلاحون، والمتمثل في دعم المواد العضوية بنسبة 50 بالمائة، والذي أنقذهم، وجنّبهم خسائر كبيرة، فيما تبقى أسعار المبيدات والأدوية مرتفعة جدا، في انتظار توجيه الدعم لهذا المجال، ووضع الأحواض الصغيرة لتجميع مياه الأمطار، ومواجهة مشكل نقص المياه الجوفية، وكذا تصفية المياه المستعملة لاستخدامها في سقي الحقول، مع ضرورة تدخُّل الخبراء والتقنيين لمواجهة مشكل التغيرات المناخية، حيث تم رفع مختلف العراقيل التي تواجه الفلاح، إلى أعضاء لجنة الفلاحة بالمجلس الشعبي الوطني، في لقاء جمعهم مؤخرا، بالغرفة الفلاحية لولاية البليدة، للارتقاء أكثر بشعبة الحمضيات، مؤكدا على ضرورة توجه المستثمرين نحو الصناعات التحويلية، والتصدير، واستغلال المجال الواسع الذي تتميز به شعبة الحمضيات، التي أصبحت في السنوات الأخيرة، في متناول المواطنين على اختلاف طبقاتهم وشرائحهم، الأمر الذي أراح كثيرا الفلاحين والمستثمرين على حد سواء.