تستعد غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية البليدة، للاحتفال بدخول السنة الأمازيغية الجديدة "يناير"، حيث شرعت في ضبط البرنامج الخاص بهذه التظاهرة، والذي يُنتظر حسب مدير الغرفة آيت سعدي زروق، أن يكون مختلفاً هذه السنة، من خلال التركيز على كل ما يرمز إلى هذه المناسبة من لباس وأكل تقليدي، حفاظاً على الموروث الثقافي من الاندثار في ظل الثورة التكنولوجية المتسارعة وتحديات الذكاء الاصطناعي. أوضح مدير غرفة الصناعة التقليدية، في تصريح ل"المساء"، بأن الاحتفال بالسنة الأمازيغية، في السابق كان محطة تُنظم خلالها معارض وطنية وجهوية لإبراز ما تزخر به الجزائر، من تنوع في موروثها التقليدي المرتبط بالتاريخ الامازيغي، والذي يُجسّد في رمزيته بداية موسم فلاحي جديد. غير أن هذا الموعد الهام، وبعدما أُقرّ يوماً وطنياً رسمياً، اكتسب بعداً وطنياً أكد قيمته الثقافية والتاريخية. وأضاف المتحدث أن التسارع الكبير الذي يشهده المجتمع من حيث التطور التكنولوجي، والآفاق التي يفتحها الذكاء الاصطناعي وما يمثله من تحديات، يفرض اليوم البحث عن سبل فعّالة للحفاظ على العادات والتقاليد والموروث الثقافي حتى لا يضيع في موجة العولمة. وبالحديث عن احتفالية يناير، لا بد حسبه من التوقف عند الصناعات التقليدية التي تعكس الأصالة والتراث، وأصبحت اليوم جزءاً من النشاط الاقتصادي كونها خلاقة للثروة ومساهمة في امتصاص اليد العاملة. وانطلاقاً من هذا التوجّه، اختارت غرفة الصناعة التقليدية هذه السنة، أن تكون احتفالات يناير مختلفة، من خلال التواصل مع الحرفيين عبر مختلف بلديات ولاية البليدة، للتحضير لمعرض نوعي مميز يضم منتجات مرتبطة حصرياً بهذه المناسبة، على غرار المأكولات التقليدية البليدية المتنوعة، والحلويات القديمة التي اندثر تحضيرها، إلى جانب الألبسة التقليدية التي كانت شائعة الاستعمال في الماضي. وكانت المرأة البليدية تتزين بها في هذه المناسبة. كما سيتم، في إطار هذا المعرض أيضا يضيف المتحدث، تنظيم مسابقة بين الحرفيين في مجال الطبخ، للتنافس على أحسن طبق تقليدي وأحسن حلويات تقليدية، حيث يُرتقب أن تكون سيدة الطبخ الجزائري أرزقي، ضيفة شرف ومشرفة على أجواء المسابقة. ومن المنتظر أيضاً فتح المجال أمام زوار المعرض لتذوق الأكلات التقليدية، خاصة لفائدة الجيل الجديد الذي لم يعد يعرف الكثير عن عادات المجتمع البليدي،لا سيما ما تعلق بالأكلات والألبسة التقليدية. وفي السياق ذاته، أشار رئيس الغرفة إلى أن الاحتفالات بالسنة الأمازيغية ستُنظم، كما جرت العادة، عبر كامل التراب الوطني، ولكل جهة خصوصيتها في طرق الاحتفال وعاداتها. ولتعزيز التبادل الثقافي والتعريف بعادات الولايات المختلفة، سيتم تمكين عدد من حرفيي ولاية البليدة، من التنقل إلى ولايات أخرى، لإبراز تراث وأصالة وعراقة البليدة المرتبطة باحتفالات يناير، التي تظل مناسبة مرتبطة بالأرض، وبالتفاؤل بموسم فلاحي جيد وخير. وأكد رئيس الغرفة أن خصوصية الاحتفال بالسنة الامازيغية تدعونا، في كل مرة، إلى البحث في جوهر هذه المناسبة ومعانيها العميقة، مشيراً إلى أن المعرض هذه السنة لن يشمل محاضرات أكاديمية، بل سيتم التركيز على الطابع التقليدي من خلال جلسة تقليدية تجمع الحرفيين لتبادل الحديث حول الموروث المحلي الخاص بولاية البليدة والمرتبط الاحتفال بالسنة الأمازيغية.