توفيت الفنّانة المصرية سمية الألفى، صباح أمس السبت، عن عمر يناهز 72 عاما وذلك داخل أحد المستشفيات بمنطقة المهندسين، تاركة وراءها عددا من الأعمال الفنّية التي تظل عالمة في تاريخ الفن العربي. ونعت نقابة المهن التمثيلية برئاسة أشرف زكي، في بيان لها نشرته عبر صفحتها على فيسبوك الفنّانة سمية الألفي. كانت الفنّانة الراحلة قد ظهرت مؤخرًا في موقع تصوير فيلم "سفاح التجمّع" بطولة نجلها الفنّان أحمد الفيشاوي، حيث حرصت على متابعة تصوير عدد من مشاهده، وظهرت وهي تشاهد لقطات من العمل دعمًا له، وتحدثت عن كواليس زيارتها للفيلم مؤكّدة أنّ العمل سيحظى بإعجاب الجمهور، مشيرة إلى أنّ المخرج يمتلك رؤية مختلفة وأن أحمد الفيشاوي يقدّم شخصية جديدة وجريئة تمثّل مفاجأة للمشاهدين. وخلال الزيارة رافق الفنّانة سمية الألفي، المؤلف والمخرج محمد صلاح العزب، إذ ظهرت الفنّانة في الموقع وعليها نظرات الإعجاب الشديد بالعمل الذي ينافس نجلها من خلاله في السينمات خلال الأيام القليلة المقبلة. وولدت سمية الألفي في مدينة أبوكبير بمحافظة الشرقية 23 جويلية 1953، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اجتماع قبل أن تخوض غمار الفن من خلال مسلسل "أفواه وأرانب" (1978)، لتبدأ رحلة شاقّة أوصلتها إلى قمّة الشهرة.، وتزوجت أول مرة من الفنّان فاروق الفيشاوي، ولها منه ولدان هما أحمد وعمر، إلاّ أنّها انفصلت عنه بعد ذلك، ثم تزوجت من الملحن مودي الإمام بعد طلاقها من فاروق الفيشاوي، وانتهت الزيجة بالانفصال دون إنجاب، وتزوجت من المخرج جمال عبدالحميد، ولكن لم تستمر الزيجة طويلا ليحدث الانفصال، وتزوجت للمرة الأخيرة من المطرب مدحت صالح وانفصلا أيضًا. وبرعت الفنّانة سمية الألفي، في تقديم شخصيات متنوّعة بين الكوميديا والدراما، حيث شاركت في عشرات الأعمال التي لا تزال عالقة في أذهان الجمهور مثل "علي بيه مظهر و40 حرامي" (1985)، "ليالي الحلمية" (مسلسل)، "بوابة الحلواني" (4 أجزاء)، "الراية البيضا" (1988)، "دماء بعد منتصف الليل" (1995). على مدار مشوارها قدّمت أكثر من 100 عمل بين السينما والمسرح والتليفزيون، وتميّزت بقدرتها على التحوّل بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية ببراعة، كما شاركت في مسلسلات رمضانية ناجحة مثل "العطار والسبع بنات" (2002) و"ليالي الحلمية". وعاشت الفنّانة سمية الألفي، خلال السنوات الأخيرة واحدة من أصعب المحطات في حياتها، بعد إصابتها بورم نادر صنّفه الأطباء على أنه من أكثر أنواع السرطان ندرة وخطورة، شكّل هذا التشخيص صدمة لعائلتها ومحبّيها، ودفعها إلى خوض رحلة علاجية طويلة تطلبت سفرها إلى الولاياتالمتحدة للخضوع لعدد من العمليات الدقيقة التي استمرت لفترات متقطعة. وأجرت الألفي 8 عمليات جراحية، وقد صرحت أنّ طليقها الراحل فاروق الفيشاوي، هو من اصطحبها للعلاج بالخارج، ولذلك فضّلت الابتعاد عن الشاشة منذ آخر أعمالها عام 2010. وعلى الرغم من قسوة التجربة وما حملته من تحديات جسدية ونفسية، فإنّ سمية الألفي أظهرت قوّة وشجاعة بمواجهة المرض بإصرار وعزيمة، وتمكّنت بفضل إرادتها القوية ودعم أسرتها من تجاوز المحنة والعودة إلى حياتها الطبيعية تدريجياً، وخلال رحلة العلاج كان الفنّان أحمد الفيشاوي، نجلها حريصا على أن يشارك الجمهور أخبارا تطمئن على حالتها الصحية من وقت لآخر.