* طريق "زمورة - وادي الجمعة" مسلك حيوي..ولكن.. !؟ يطالب سكان العديد من المناطق الريفية بولاية غليزان، خصوصاً الواقعة بين بلديات زمورة ووادي الجمعة وسيدي لزرق، بالتدخل العاجل لإعادة تأهيل الطرقات المتدهورة التي تربطهم بمراكزهم الإدارية والاجتماعية، بعد أن أصبحت حالتها المزرية تعيق التنقل اليومي، وتؤثر سلباً على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للسكان. كان الطريق الرابط بين بلديتي وادي الجمعة وزمورة، لسنوات، شرياناً حيوياً يربط سكان القرى والمناطق النائية بمرافقهم الحيوية في البلديتين، سواء من أجل الدراسة، أو العلاج، أو قضاء الحاجات اليومية. غير أن هذا المسلك الذي لم يعرف أشغال تهيئة منذ مدة طويلة، أصبح، اليوم، في حالة تدهور متقدم؛ بسبب كثرة الحفر، والتشققات، وغياب الصيانة الدورية، ما جعل التنقل عبره محفوفاً بالمخاطر، خاصة في فصل الشتاء، حيث تتحول بعض المقاطع إلى برك مائية يصعب تجاوزها. وأكد عدد من سكان المناطق الواقعة بين زمورة ووادي الجمعة ل "المساء"، أنهم يعانون الأمرّين يومياً، خصوصاً أن أبناءهم يدرسون في مدارس البلديتين، ما يجعلهم يقطعون مسافات طويلة عبر طريق وعر، وغير آمن. ويضيف أحد المواطنين أن "الطريق أصبح شبه منعدم في بعض المقاطع، ما يجبرنا على سلك طرق فلاحية جانبية طويلة، ومتهالكة". صعوبة الوصول إلى مركز الدائرة الوضع لا يختلف كثيراً بالنسبة للطريق الرابط بين منداس عاصمة الدائرة، ومناطق أولاد واضح، وأولاد حمو، وأولاد بن يمينة والعبادلية التابعة لبلدية سيدي لزرق، إذ تشهد هذه المحاور أيضا، تدهوراً كبيراً، جعل الوصول إلى منداس مهمة شاقة بالنسبة للسكان. ويرى سكان هذه الدواوير أن هذا الطريق يمثل المنفذ الوحيد لهم نحو مقر الدائرة؛ حيث يتوفر أغلبُ المرافق، والخدمات الإدارية والتجارية، مضيفين أن حالته تُعيق حتى سيارات النقل الريفي، وتؤثر على النشاط التجاري المحلي، خاصة أن أغلب سكان هذه المناطق يتزودون بحاجياتهم من أسواق منداس. مطالب محلية بتدخّل عاجل يطالب سكان هذه المناطق السلطات المحلية والولائية بإدراج هذين الطريقين ضمن برامج إعادة الاعتبار، مؤكدين أن تأهيلهما سيعيد الحياة للحركة اليومية بين القرى والمراكز الحضرية، ويفتح آفاقاً جديدة للتنمية المحلية عبر فك العزلة عن مناطق طالها الإهمال منذ سنوات. كما شدد عدد من المنتخبين المحليين على أن إصلاح هذه المسالك سيساهم في تخفيف الضغط عن الطرق الوطنية المجاورة، ويُسهّل نقل المنتجات الفلاحية من المناطق الريفية إلى الأسواق الحضرية، ما يعزز الدورة الاقتصادية للمنطقة بأكملها. وفي انتظار ذلك تبقى طرق زمورة ووادي الجمعة ومنداس ودواوير سيدي لزرق، شاهدة على معاناة سكان الريف الغليزاني، الذين لا يطالبون سوى بحقهم في طرقات صالحة، تضمن لهم الحد الأدنى من ظروف التنقل الكريم. منطقة الظهرة بُعد المؤسسات الصحية يؤرق المرضى يعاني مرضى السرطان القاطنون بمنطقة الظهرة التي تضم بلديات مازونة وبني زنطيس ومديونة وسيدي محمد بن علي والقطار، من وضع صحي صعب، ومعاناة متواصلة؛ بسبب بعد المسافة عن مستشفى "محمد بوضياف" بغليزان الذي يبعد عن المنطقة بحوالي 90 كيلومترًا، ويُعد المركز المرجعي الوحيد لاستقبالهم. ورغم الوعود السابقة التي أطلقها مدير الصحة السابق بفتح مركز لمكافحة السرطان في المنطقة وتكوين ممرضين متخصصين في العلاج الكيميائي في مركز غليزان تحسبًا لذلك، إلا أنّ المشروع لم ير النور بعد؛ ما جعل مئات المرضى يواصلون رحلة العذاب مع التنقل اليومي. وحسب البروتوكول الطبي، تستغرق جلسة العلاج الكيميائي الواحدة، ما يقارب أربع ساعات متواصلة؛ ما يرهق المرضى جسديًا، خصوصًا أولئك الذين يُجبرون بعد الجلسة على العودة في رحلات طويلة، ومرهقة. وتزداد هذه المعاناة حدة مع المرضى المنحدرين من عائلات فقيرة ومعوزة، حيث تشكل تكاليف النقل عبءا إضافيًا يفوق طاقتهم. يقول (م.ر) مريض في الخمسين من عمره: "رحلة العلاج أصعب من المرض نفسه! نقطع عشرات الكيلومترات ذهابًا وإيابًا ونحن مرهقون من جلسات الكيماوي... لو كان المركز قريبًا لكان وضعنا مختلفًا". وتضيف (ف.س)، وهي ابنة مريضة بالسرطان: "أحيانًا نضطر للاقتراض من أجل دفع تكاليف النقل؛ فالمواعيد متقاربة، والمرض لا ينتظر" . وحسب مصدر طبي، فإن أي مضاعفات أو حالات طارئة يتم تحويلها مباشرة نحو غليزان؛ ما يزيد من الضغط على المستشفى المرجعي، ويضاعف من معاناة العائلات. كما أكد المصدر أن عدد الحالات في تزايد يومي، حيث تسجّل مصالح الصحة بالمنطقة إصابات جديدة بشكل مستمر، وهو ما يفرض ضرورة استعجالية لتجسيد مركز محلي لعلاج السرطان. ويُجمع أهالي المنطقة على أن مطلبهم لم يعد مجرد ترف أو أمل بعيد، بل هو حق صحي أساسي لإنقاذ حياة أبنائهم وأقاربهم؛ فهم يرون أنّ إنشاء مركز لمكافحة السرطان في منطقة الظهرة، سيكون خطوة نوعية نحو تحسين التكفل بالمرضى، والتخفيف من أعباء التنقل، وضمان ظروف علاج أكثر إنسانية وكرامة. وفي هذا السياق، عبّرت جمعيات المجتمع المدني إلى جانب المرضى وأسرهم، عن تضامنها الكامل، مطالبة السلطات المحلية والمركزية بوزارة الصحة، بالتعجيل في إطلاق المشروع، حيث أكدت أنها ستعمل على رفع انشغالات المواطنين عبر قنوات رسمية ومراسلات للجهات الوصية، معتبرة أن توفير هذا المرفق الاستشفائي أصبح مطلبًا عاجلًا يفرضه الواقع الصحي، والاجتماعي. ويأمل المرضى وأهاليهم مدعومين بنسيج الجمعيات المحلية، أن تجد هذه الدعوات صدى لدى السلطات الوصية؛ حتى يرى مركز مكافحة السرطان بمنطقة الظهرة، النور في أقرب الآجال، ويضع حدًا لمعاناة طالت أكثر مما تحتمل. مجمع الزبوجة بعين طارق نقص في النقل المدرسي واكتظاظ بالحافلات يشهد مجمع الزبوجة التربوي ببلدية عين طارق، وضعًا مقلقًا بسبب نقص النقل المدرسي، والاكتظاظ داخل الحافلات؛ ما جعل عشرات التلاميذ يعانون يوميًا، مشقة التنقل إلى المؤسسات التعليمية في ظروف صعبة، وأحيانًا غير آمنة. وحسب ما عاينته "المساء" من أولياء التلاميذ، فإن الحافلات المتوفرة تقل أكثر من خمسين تلميذًا في كل رحلة رغم أن طاقتها لا تتجاوز خمسةً وعشرين مقعدًا فقط، في وقت يتجاوز عدد المتمدرسين 380 تلميذ، الأمر الذي يجعل من الوصول إلى المدرسة مهمة شاقة، خاصة خلال فترات الذروة في الصباح، وبعد انتهاء الدوام. وأكد عدد من أولياء التلاميذ في تصريحاتهم أن أبناءهم يواجهون معاناة يومية جراء نقص وسائل النقل المدرسي، حيث يضطر بعضهم للانتظار طويلًا، أو التنقل سيرًا على الأقدام لمسافات معتبرة، ما يعرّضهم لمخاطر الطريق، ويؤثر على انتظامهم في الدراسة. وأشار الأولياء إلى أن معاناتهم تتكرر كل موسم دراسي دون حلول ملموسة، مطالبين السلطات المحلية بالتدخل العاجل لتوفير عدد كافٍ من الحافلات، وتوزيعها بطريقة تضمن تغطية جميع التجمعات السكانية التابعة للمنطقة. ويأمل سكان عين طارق أن تحظى هذه الانشغالات باهتمام والي الولاية كمال بركان، من خلال اتخاذ إجراءات عملية لتدعيم قطاع النقل المدرسي، بما يضمن تنقلًا آمنًا ومنتظمًا للتلاميذ، ويخفف من معاناة طال أمدها.