استمتع الجمهور الصغير أمس بقاعة الموار بأحداث مسرحية ''الديك الحكيم'' لجمعية الأمل لحماية وترقية الطفولة من المدية وذلك ضمن البرنامج الخاص بالملتقى الثالث لمسرح الطفل الذي تستمر فعالياته إلى غاية 31 مارس الجاري. تحمل المسرحية معاني انسانية راقية خاصة فيما تعلق بالصداقة والتعاون واجتناب الفرقة التي تؤدي الى الهلاك. تعرض المسرحية على لسان الحيوانات والتي مثلت فريقين، فريق خيّر (البطة، الارنب، الحمل والديك) والفريق الشرير مع الذئب والثعلب. تجري الأحداث داخل بستان تعيش فيه الحيوانات الأليفة في حب وانسجام، تقرر ذات يوم حماية هذا البستان ببناء سد منيع يجنبها مخاطر المتربصين خاصة بعدما راجت أخبار عن احتمال هجوم على البستان من طرف الحيوانات المفترسة، وبالفعل اصطدم الذئب والثعلب بالسور عندما أرادا الهجوم لكنهما لم ييأسا فراحا يخططان لبلوغ أهدافهما بزرع الفتنة بين الحيوانات الأليفة من ذلك التفريق بين الأرنب والبطة وزرع الكراهية بين سكان البستان بكل مكر وخداع، فقد استغلا سذاجة الارنب حينما سرب خبر مكان الحنفية ليتهمه اصدقاؤه بالخيانة خاصة عندما استطاع الاعداء قطع الماء وهكذا سادت الفتنة ومعها الفوضى. وفي خضم هذا الخطر ظهرت حكمة الديك ليردع الفتنة برزانته ونصح الجميع بالتفكير في وسيلة لاسترجاع المياه ليقرر الارنب اظهار اخلاصه فأشار بضرورة حفر البئر وبذلك انتهى المشكل وتحطمت مخططات الأعداء. بالمناسبة إلتقت ''المساء'' بالسيد حسان تشوكتش كبير نائب مخرج المسرحية (الاستاذ أحمد بلعالم) الذي أشار إلى أن نصها من تأليف الكاتب السوري محمد اسماعيل اسماعيل ومن اقتباس محمد بوكراس ومن بطولة سليمة مشنتل (البطة) وابراهيم بن بابا علي (الديك) ومحمود دبيب (الحمل) واسلام خليل شرفي (الأرنب) وأويبس يحياوي (الذئب) وكتابي نوفل (الثعلب) وكلهم فنانون لا تتجاوز أعمارهم 15 سنة اعضاء في الجمعية وخضعوا لتكوين مسرحي بدار الثقافة حسن الحسني منذ نعومة أظافرهم (5 سنوات) بتأطير محترفين كما استفادوا جدا من الورشات العلمية المسرحية، التي تقام على هامش مهرجان المهرج الذي تحتضنه المدية. يقول حسان ''ان المسرحية موجهة أكثر لجمهور الاطفال القريبين من سن المراهقة، هؤلاء الذين اصبحوا واعين بقضايا مجتمعهم حتى السياسية منها، ولو عن طريق قراءة الصحف، لذلك فإن المسرحية تحمل ايحاءات سياسية تتماشى وإدراك هذا الجمهور. للإشارة فإن هذه الجمعية تأسست سنة 1997 تهتم بالطفولة سواء عن طريق المسرح أو نادي الاختراعات أو فضاءات القراءة وكلها تقام بدار الثقافة بالمدية. ''الديك الحكيم'' قدمت أمس خامس عرض لهذه المسرحية علما أن العرض سبقته فترة تنشيطية مع الجمهور الصغير للفنانة سعاد سبكي كما إلتقت ''المساء'' بالمناسبة مع بعض الأولياء الذين يرافقون ابناءهم وكلهم استحسنوا هذا البرنامج الخاص بالعطلة الربيعية، علما أنهم اشاروا إلى أن المسرحيات التي تقدمها الموار كل صباح جمعة وسبت أصبحت من المواعيد المقدسة عند الكثير من العائلات العاصمية. من جهتها أكدت السيدة نورة المكلفة بالبرمجة على مستوى ديوان الثقافة والاعلام إن الاقبال على العروض مقبولة وأن ذروة المشاهدة تكون يومي السبت والجمعة، كما اشارت أن الديوان يفكر جديا في تحديد سن المشاهدين الصغار عند الدخول بعدما لوحظ أن بعض العروض لا تتناسب والاطفال ذوو السن الصغيرة هؤلاء الذين تجلبهم أكثر فترات التنشيط والألعاب والبهلوان وهم كثيرا ما يصابون بالضجر في العروض أو يبكون وبالتالي يزعجون أطفالا آخرين أكبر سنا ويحرمونهم من المتابعة والاستمتاع.