لا يكاد أنصار نادي الرغاية المنتمي إلى بطولة الهواة لكرة القدم يصدقون ما يحصل لفريقهم، حيث انقلبت أوضاعه رأسا على عقب، فتشكيلتهم لعبت الأدوار الأولى في منافسة الموسم المنصرم ووصلت إلى حد الاقتراب من الصعود إلى الرابطة الاحترافية الثانية، بينما لم تجد ضالتها منذ انطلاق البطولة الحالية، حيث خسرت في الجولات الثلاث التي لعبت إلى حد الآن، واحدة منها بعقر دارها... ويجمع أنصار الرغاية على أن فريق هذا الموسم لا يمكنه اللعب على الصعود وأصحبوا يتمنون فقط أن يصل إلى تفادي السقوط لبطولة ما بين الجهات، وهذا الأمر وارد في حالة استمرار الوضع على حاله، وتساءل الأنصار كيف أن تقنيا محنكا بتجربته الطويلة والغنية في كرة القدم مثل إبراهيم رمضاني لم يتمكن من فعل أي شيء للمساهمة في تحسين نتائج الفريق، فيما قالت أوساط قريبة من إدارة النادي أن استقدام رمضاني كان من بين الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها المسيرون، لأن هذا الأخير لم يصبح في نظرهم يتمتع بالجهد الكافي لتسيير اللاعبين خلال التدريبات والمباريات الرسمية، بسبب تقدمه في السن، حيث بلغ 75 سنة، وقال مسرور ل ''المساء'' في هذا الشأن : '' لم يصبح رمضاني قادرا على تسيير مجموعة اللاعبين الموجودة بين يديه بسبب تقدمه في السن، فضلا عن أن ذهنيته أصبحت لا تتلاءم مع عناصره التي يبلغ معدل عمرها 22 سنة، فالهوة كبيرة بينه وبين لاعبيه الذين ينزعجون كثيرا من ملاحظاته، وربما هو أيضا وجد أن اللاعبين لا يستوعبون ما يقدم لهم من نصائح لتحسين أداء الفريق في المنافسة. نحن لم نشكك أبدا في قدرات رمضاني الذي نعتبره من بين أحسن المدربين في الجزائر وأملنا كبير في أن نستفيد من خبرته، لا سيما وأنه يعرف البيت جيدا بعدما درب في السابق نادي الرغاية عدة مرات .س وقد حاول رمضاني الدفاع عن نفسه من خلال التحدث مع الأنصار، قائلا لهم أن تعداد الفريق ضعيف ولم يشارك شخصيا في اختيار اللاعبين الذين استقدمهم المسيرون، بالرغم من أنه يوجد من بين هؤلاء عناصر لعبت في أعلى مستوى البطولة الجزائرية مثل روايغية وزروقي ودغماني وخطاب. إسماعيل تومي مساعدا في العارضة الفنية وقد تعرضت إدارة النادي لضغط كبير لكي تقوم بإبعاد رمضاني من العارضة الفنية، لكنها رفضت هذا الطرح وعمدت إلى البحث عن مدرب يعمل إلى جانب رمضاني وهو ما قامت به بالفعل، حيث استنجدت باللاعب السابق لشباب حي الجبل اسماعيل تومي الذي يقطن بالرغاية، وانطلق هذا الأخير في مهمته منذ أربعة أيام، وسيكون حاضرا في المباراة القادمة التي يستقبل فيها الفريق شباب المسيلة... وينتظر الطاقم الفني عمل كبير لتغيير الوضعية إلى الأحسن، حيث يعاني الفريق من ضعف كبير على كل المستويات، فقد تلقى دفاعه سبعة أهداف في ثلاث مباريات بينما لم يسجل الهجوم سوى هدف واحد. استياء إدارة النادي من البلدية من جانب آخر، ربطت إدارة النادي ضعف الفريق بأمور لها علاقة مباشرة بالصعوبات المالية التي يعيشها النادي، الذي لم يستلم حسب الرئيس مسرور، أي سنتيم من البلدية، وتأسف لكون الأخيرة لم تسارع في تقديم الإعانة اللازمة رغم إداركها بصعوبة الوضع المالي داخل النادي، حيث قال في هذا الشأن : '' يا ريت لو سارعت البلدية بمدنا بميزانية الموسم الفارط، فما بالك بميزانية هذا الموسم، التي قيل لنا أنها ستصل خزينة النادي في الأيام القليلة القادمة وتبلغ قيمتها 800 مليون سنتيم وقد لا تكفي لسد حاجياتنا وتغطية الديون . ولا شك أن الأسابيع القليلة القادمة ستكشف إن كان بوسع فريق الرغاية الخروج من وضعيته الصعبة أم ستزداد تأزما؟