ضدعا اتحاد الأدباء والكتاب العرب في بيان اختتام دورته العامة المنعقدة بالجزائر من 03 إلى 05 ديسمبر الجاري بفندق السفير كلا من قطر والسعودية إلى تسهيل إقامة اتحاد لكتابهما وتمكين القائمين عليها من الاستقلالية، وأكد البيان على دعمه للتطلعات المشروعة للجماهير العربية وإنهاء تعليق عضوية العراق وعودته إلى الاتحاد. كما أكد البيان على دعم التطلعات المشروعة للجماهير العربية في الحق في الحرية والتعبير عن طموحاتها. كما ندد البيان الختامي بالاعتداءات والانتهاكات الممارسة في حق الأدباء والمثقفين العرب، وثمن قبول فلسطين في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة ''اليونسكو'' داعيا إلى الاضطلاع بمسؤوليتها للحفاظ على هذا الإرث الحضاري الإسلامي. وأعلن البيان عن اعتبار ''المنامة عاصمة للثقافة العربية لعام ''2012 فضلا عن كون القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية جنبا إلى جنب مع كل عاصمة للثقافة العربية كل سنة. كما أعلن الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب محمد سلماوي عن عزل صالح حواس رئيس اتحاد كتاب ليبيا من منصب النائب الأول للأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب واستخلافه بالكاتب يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين. كما دعا الاتحاد كلا من العربية السعودية وقطر اللتين ليس فيهما اتحاد كتاب، تسهيل إقامة هذه الهيئة. وأكد الاتحاد وقوفه إلى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها واختيارها الحر لمن يمثلها ورفضه للمخططات التي تستهدف المساس بالوحدة الوطنية والترويج لما يسمى الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد أو الكبير، وفي الختام رفع المجتمعون إلى فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برقية شكر على رعايته لهذه الدورة وعنايته بالأدب والأدباء. كما تميز اليوم الثالث والأخير من الندوة المرافقة لدورة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ''معالم الحداثة في الأدب الجزائري المعاصر'' بتناول تطور النص السردي في الجزائر، حيث ترأس الجلسة العلمية السادسة ''عبد الله شريط'' أحمد العاقد من المغرب الشقيق وقد تداول على المنصة كل من محمد عبيد الله من الأردن، أمال ماي من الجزائر، جهاد مجيد من العراق، وعالية طالب من العراق. وقد تميزت دراسة محمد عبيد الله ''تحولات السرد في الرواية الجزائرية الجديدة''، باعتمادها على إبراز مفاهيم الإبداع الروائي في الجزائر وتقارب النصوص الموازية والتأثيث للفضاءات والكتابات الروائية المرتبطة بالعناوين والفهارس والنفس السردي وأنواع الرواية في الجزائر وشعرية السرد وتداخل الأجناس الأدبية في الخطاب الروائي باعتباره خطابا مفتوحا وليس منغلقا. أما الدكتورة أمال ماي من سطيف فقد تناولت في مداخلتها العجائبية في رواية ''في سرادق الحلم والفجيعة'' لعز الدين جلاوجي، حيث رأت أن العجائبية تتجاوز المتداولة وتوغلت في ا لنص وحولت الصورة الروائية إلى صورة شعرية من خلال لغتها وأنسنة الحيوان لتعكس الواقع الذي مرت به الجزائر فيما اصطلح عليها بالعشرية السوداء. كما أبرزت المحاضرة أن الزمن العجائبي في الرواية يخلق نوعا من المفارقة ويذهب إلى زمن آخر، كما أنسنة المكان في ''المدينة المومس''. أما الدكتورة عالية طالب من العراق فتناولت في مداخلتها ''البنية السردية للرواية الجزائرية'' والتي حاولت من خلالها تقصي ماضي الرواية الجزائرية في مراحلها الأولى وأرجعت نشأتها إلى نهاية الأربعينيات من القرن الماضي مع محمد بن إبراهيم ورأت أن هذه البدايات كانت تحاول الاستبيان وافتكاك الريادة، وأن الرواية الجزائرية بدأت مع بن هدو?ة في 1971 ب''ريح الجنوب'' ووطار في ''الزلزال'' و''اللاز'' ورأت المحاضرة أن الكتابة الروائية في الجزائر مقلة وأنها من الناحية الفنية تختلف عن الرواية العربية، فهناك تشابه في البنية السردية وفي تناول الواقع. أما الروائي جهاد مجيد من العراق فقد عالج في محاضرته ''الرواية النسوية العربية، تجربة أحلام ستغانمي نموذجا''، وأكد في مستهل حديثه على أن ما يصل إلى العراق من الأدب الجزائري شحيح نظرا للحصار الذي عرفه العراق سنوات محنته وركز المحاضر على التعريف بالأدب النسوي وما هي الاختلافات والخلافات بين الأدب الرجالي والنسائي، وهل دار الأدب النسوي حول قضايا المرأة وتحررها وحقوقها، كما تطرق المحاضر إلى القيم الجمالية في النص النسوي هل هي مغايرة للنص الذي يكتبه الرجل، ولاحظ المحاضر أن ثلاثية أحلام مستغانمي تتميز بالجرأة والتمرد وتكسير المحرم والممنوع، وأن عالم مستغانمي عالم مدهش وأنها تتقن لغة السرد، وتعد أول مبتكرة نص داخل نص آخر. وبعد هذه المحاضرات فتحت المناقشة التي أثرت الموضوع لتختتم هذه الندوة في الأدب الجزائري المعاصر.