اتفاقية علمية بين خبراء أسبان ومركز البحوث الأندلسية لتلمسان خلص اليومان الدراسيان حول ''التقارب التاريخي بين الأندلس وممالك المغرب الأوسط'' الذي اختتم يوم الأربعاء الأخير بمتحف الفنون والتاريخ بتلمسان، إلى الموافقة على إبرام اتفاقية تعاون علمي، يجمع بين مركز البحوث والدراسات الأندلسية ومخبر إسباني متخصّص، بهدف البحث في التراث والعمران المشترك بين المنطقتين. حسب السيد أمين بودفلة نائب رئيس دائرة المعارض بتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، فإنّ اللقاء بمثابة اللبنة الأولى التي ينتظر منها الكثير لتفعيل مجال البحث العلمي في التراث، من خلال النهل من التجربة الإسبانية المتطوّرة في هذا المجال، والاستفادة من البحوث التي وضعت حول الأندلس في تراثها، وهو قريب جدا ومتشابه مع نظيره التلمساني. وقال المتحدث ل''المساء''، أنّ اليومين الدراسيين يدخلان في إطار معرض ''على خطى الأندلس''، وتمّ تخصيصهما للحديث عن علاقة وأشكال التقارب العمراني، وقد جمع عشرة خبراء من إسبانيا ومثلهم من الجزائر، وكذا لوضع صيغة للتعاون العلمي المنشود في المستقبل القريب. وشهد اليوم الثاني مداخلة للأستاذ رفاييل مانزانو مارتيز من جامعة إشبيليا، حول العلاقة بين العمران الاسباني والعمران في المغرب الأوسط المقصود بها الجزائر، إذ كشف أنّ هناك تقاليد وتقنيات في البناء موجودة في إسبانيا وكذا في شمال إفريقيا، وهي متأثّرة بالعمران الروماني والسوري في العهد الأموي، وأضاف أنّ مسجد تلمسان مستوحاة هندسته من مسجد قرطبة بإسبانيا. وذكر المحاضر أنّ عبد الرحمان الداخل، هو الذي أتى بالمهندسين من سوريا لبناء مسجد قرطبة الذي أصبح بعد ذلك نموذجا في بناء المساجد، وشيّدوا العديد منها على غرار مسجد مراكش بالمغرب، مسجد القيروان بتونس، ومسجد تلمسانبالجزائر، مشيرا إلى أنّه تمّ تغيير شكل الأسقف وبرزت أفكار إبداعية جديدة، واستعمال حصري لخشب من شجر الأرز إلاّ في مساجد المغرب الكبير، وركّز بالذكر على وجود إلهامات إبداعية منقطعة النظير في مسجد تلمسان، حيث اعتمد على الألوان والخشب المنمق بالأشكال والرسوم النباتية والزخارف. أمّا الأستاذ في علم الآثار بجامعة الجزائر عز الدين بو يحياوي، فقد كانت له مداخلة حول ''تاهرت، تاقدمت، إشكاليات مدينة تاريخية''، واستعرض خلالها مجموعة من الأسئلة حول التاريخ الحقيقي لعاصمة الرستميين وعاصمة الدولة الجزائرية الحديثة التي تبقى الدراسات التاريخية والأثرية للمدينة تراوح مكانها، داعيا المهتمين إلى الانطلاق في العمل ميدانيا لحماية المعالم الأثرية، وسوف يكون داعما له بالدراسات السابقة التي قام بها. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: دليلة مالك