قال إن المنطقة مرشحة لدخول متاهة "نار ودماء"‏

الإبراهيمي يشدد على وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى

لم تخرج تصريحات المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، عن دائرة التشاؤم المتزايد من تداعيات الوضع بين الفرقاء السوريين إلى درجة جعلته يؤكد أن المنطقة مقبلة على متاهة "النار والدماء" في حال فشلت المجموعة الدولية في إيجاد مخرج للأزمة الأمنية في هذا البلد.
وحذر الإبراهيمي من أن الأزمة في حال استدامتها فإنه لا يمكنها أن تبقى منحصرة في إطار الإقليم السوري إذا لم تتم تسويتها سياسيا وهي مرشحة للتفاقم والخروج عن إطارها الحالي بما سيضع المنطقة في متاهة حرب لا تنتهي.
وعاد الدبلوماسي الأممي إلى التحذير من هذه النهاية الكارثية لثاني مرة بالعاصمة اللبنانية بيروت، التي زارها بشكل مفاجئ، أمس، في إطار جولته، التي ينتظر أن يختتمها بمحطة العاصمة السورية دمشق.
كما أضاف الأخضر الإبراهيمي في بيروت ضمن محطات جولته، التي ضمت الرياض، أنقرة، طهران، بغداد والقاهرة والتي طالب خلالها الفرقاء السوريين بالتزام وقف إطلاق النار بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك حاثا مسؤولي العواصم التي زارها على مساعدته في تغليب لغة الحوار وإسكات صوت الرصاص، الذي حصد أزيد من 33 ألف سوري خلال 19 شهرا.
وقال الإبراهيمي إن "الشعب السوري يدفن 100 شخص يوميا وليس من العيب أن نطالب بهدنة بمناسبة عيد الأضحى" علها "تمهد لوضع خطة لوقف إطلاق نار أشمل ومن ثم بناء خطة سلام على أن يرافقها وقف توريد السلاح إلى سوريا".
وتأتي تصريحات المبعوث الأممي-العربي بالتزامن مع تأكيد المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أن بلاده "لم توافق حتى الآن على مقترح وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى، الذي دعا إليه الإبراهيمي لأن أية مبادرة بغض النظر عن نوعها تحتاج لكي تنجح إلى التزام الأطراف بها"، متهما المعارضة المسلحة بعدم الالتزام بخطط سابقة لوقف إطلاق النار.
وكان معارضون سوريون قد استبقوا تصريحات مقدسي باستبعاد الموافقة على مقترح الإبراهيمي، الذي كشف النقاب عنه خلال جولة إقليمية يقوم بها المبعوث الأممي العربي حاليا.
وهو موقف قد يثبط من عزيمة الإبراهيمي، الذي أمل لو "تجاوبت الحكومة السورية والمعارضة لجعل هذه الهدنة بمثابة خطوة صغيرة نحو وقف العنف ووقف تدفق السلاح من الخارج ثم إيجاد حل سياسي".
وأوضح الإبراهيمي أنه "يتعامل مع المشكلة السورية "الصعبة" على أساس الأفكار المتعددة الموجودة، خاصة ما تركه المبعوث السابق كوفي عنان من النقاط الست واتفاق جنيف وأنه يبحث مع جميع الأطراف للوصول إلى وقف نزيف الدم ثم بناء مشروع للسوريين لحل مشاكلهم".
وطالب المبعوث الأممي-العربي كل الدول التي تزود الأطراف المتناحرة بالسلاح بأن "تكف عن ذلك لتكون بداية للخروج من الأزمة رغم صعوبة هذا الإجراء".