تزخر مدينة سكيكدة بالعديد من المواقع والمعالم التي تجعلها مدينة قد تنفرد عن غيرها من مدن الجزائر، إن لم أقل أنها تنفرد عنها فعلا، على الرغم من أن تلك المعالم والمواقع تبقى لدى العديد من المواطنين بالمدينة، بالخصوص الجيل الحالي، غير معروفة، من بينها سلالم مدينة سكيكدة أو كما يسميها السكيكديون بالعامية «الدروج»، وحسب السيد عيادي عبد الله، رئيس الديوان المحلي للسياحة للمدينة، يوجد بسكيكدة 140 سلّما موزعة بين طرفي المدينة شرقا وغربا، وعن سبب وجود هذا الكم الكبير منها، والتي يقترن اسم كل واحدة منها بقصة أو حدث ما، فقد أرجعه إلى طبيعة تضاريس المدينة المتكونة في مجملها من جبال صغيرة تتخللها منخفضات وسهول. ففي الجهة الشرقية من المدينة إلى البحر، يقع جبل الموادر المعروف باسم «بوعباز»، وغربا يقع جبل مسيون وبولقرود وسبع أبيار، وكان يفصل بين الجهتين واد الصفصاف الذي كان يعبر الشارع الرئيسي الحالي، انطلاقا من منطقة حمروش حمودي إلى غاية الميناء، فكان السكان خلال تلك الحقبة، خاصة الاستعمارية، ينجزون مساكنهم الصغيرة بالخصوص بداية من سنة 1830 على ضفتي المدينة، مع إقامة جسور صغيرة فوق الوادي (حاليا الشارع الرئيسي ديدوش مراد) للعبور والاتصال ببعضهم البعض، وبداية من سنة 1845 قامت السلطات الاستعمارية التي احتلت المدينة في أكتوبر من عام 1838 بردم الوادي و إقامة الشارع الرئيسي بدله، حيث شرع الجيش الاستعماري في إنجاز سكنات الأقواس على النمط العصري حينها على ضفتي هذا الأخير، وبتطور المدينة بظهور منازل جديدة موزعة عبر أرجائها بشكل تنازلي أي من أعلى إلى أسفل، تم الشروع في إنجاز السلالم بغرض ربط مختلف الأحياء ببعضها البعض، لكن حسب ذات المصدر، فإن لكل سلّم من هذه السلالم اسم يميزه عن غيره من بين أهمها: سلّم أو (دروج لبحار) يتواجد بالقرب من النزل البلدي وهو عبارة عن ممر يؤدي إلى البحر. سلّم أو (دروج ابن قانة) و هو ممر أيضا يؤدي إلى الشاطئ الأخضر انطلاقا من الطريق العلوي المؤدي إلى سطورة. سلّم أو (دروج الجمارك) الذي يفصل الجهة العلوية باتجاه شارع زيروت يوسف بمحاذاة النزل البلدي. السلّم اللولبي المعروف عند السكيكديين ب(دروج الزيقزاق) وهو سلم أنجز بطريقة فريدة من نوعها يمتد من الطريق العلوي بالقرب من دار العجزة إلى الحي الإيطالي العتيق. سلّم الإيطالي أو (دروج الطلياني) المتواجد بالقرب من سينما الكوليزي بالحي الإيطالي العتيق. وهناك سلّم أو (دروج المارشي ) ويتواجد على مستوى السوق المغطاة، وأيضا سلّم أو (دروج حمام كاستال) بالقرب من ثانوية النهضة وهو الذي يربط وسط المدينة بحي 07 أبيار، وقد سمي بهذا الاسم لتواجد حمام لأحد المعمرين الفرنسيين بذات المكان بالقرب من الحديقة الأثرية، ونجد أيضا سلّم الرهبان (دروج الرهبان) وهو الذي يفصل الجزء العلوي من المدينة بالشارع الرئيسي وسمي هكذا لأن الآباء قديما كانوا يخيفون أبناءهم بالأشباح، وهذا كي يمنعوهم من اللعب بداية من المغرب، ولم تنته القائمة إذ هناك أيضا سلّم أو (دروج الطابوني) الموجود بالقرب من نهج المسجد وسمي هكذا نسبة إلى منزل احد الكولون يدعى السيد طابوني، وسلّم أو (دروج ابن عمران) سمي هكذا نسبة إلى شيخ أو طالب متخصص في إعداد التمائم كان الأهالي يتوافدون عليه بأعداد كبيرة، سلّم أو(دروج القاضي) المتواجد بمحاذاة مسجد سيدي علي الأديب وسمي هكذا لأن بالمكان يتواجد مسكن قاض كان يقوم على كل الأمور التي تخص الأهالي من عقود زواج وطلاق وإصلاح بين المتخاصمين وغيرها، وهناك كذلك سلّم أو(دروج البوشون) سمي بهذا الاسم لأنه يتواجد بالقرب من ورشة أحد المعمرين متخصصة في صناعة أغطية مختلف القارورات التي كان يصنعها انطلاقا من المادة الأولية وهي الفلين التي كان يجلبها من القل، ونجد أيضا سلّم أو(دروج المتحف) يقع باتجاه حي السويقة وسمي هكذا لأنه يتواجد بالقرب من المتحف الذي حولته السلطات الاستعمارية إلى حي سكني. ومن تسميات السلالم، نذكر أيضا سلّم أو (دروج الصنوبر) باتجاه بوعباز انطلاقا من غابة الصنوبر التي أقيم مكانها مقر الولاية الحالي، أما سلّم أو (دروج الطهّار) فسمي نسبة إلى أحد الرجال المتخصصين في ختان الأطفال والذي يعد الأول الذي كان ينشط من الأهالي خلال فترة التواجد الاستعماري، كما نجد أيضا سلّم أو(دروج قراسي) نسبة إلى مصحة تابعة لأحد الجراحين الفرنسيين. للإشارة، فإن السكيكديين وإلى يومنا هذا لا يزالون يسمون السلالم بالأسماء التي ورثتها الذاكرة الجماعية لسكان سكيكدة الأصليين، علما أن بداية إنجاز هذه السلالم كانت خلال عهدة أول رئيس بلدية خلال الاستعمار الفرنسي، المدعو ريمون بيشار سنة 1842 وتقريبا أنجزت بنفس النمط، حسب ذات المتحدث.