استضاف اتحاد الكتاب أمس، فرعه بولاية سيدي بلعباس ممثلا في كوكبة من المبدعين الذين لهم باعهم في الساحة الثقافية البلعباسية، والذين غطى حضورهم العديد من مدن الغرب الجزائري. في كلمتها الترحيبية، أكدت الشاعرة والمكلفة بالثقافة بالولاية أم جيلالي رشيد، أن الحركة الإبداعية في ولايتها ليست بطيئة كما يعتقد البعض، فسيدي بلعباس حاضرة بقوة في المشهد الثقافي الوطني، وتعرض إنتاجها باستمرار، والحركة الإبداعية بها مزدهرة، تعكسها المهرجانات والملتقيات والأمسيات الشعرية، علما أن للطفل أيضا نصيبه الوافر في الإبداع، ناهيك عن نشاط الجمعيات الثقافية التي دأبت على طبع الكتب والمؤلفات، كذلك الحال بالنسبة لفرع اتحاد الكتاب الذي أصدر العديد من الكتب بدعم من وزارة الثقافة، كان آخرها ”اللهب”، ”المشور”، ”تأريخ الروح”، ”رياحين الروح” و«الشبح”. بسيدي بلعباس أيضا، ورشات تكوينية، منها تلك الخاصة بفن النقد، والأطفال وغيرها من الفنون، هناك أيضا الكثير من التظاهرات، منها ”قراءة في احتفال”، والعروض المسرحية التي تقدم بدار الثقافة كاتب ياسين، والتي دشدنها رئيس الجمهورية عام 2009 وتعتبر أهم قلعة ثقافية بالمنطقة. كما تم ترسيم العديد من المهرجانات، منها المهرجان الوطني للرقص الشعبي في طبعته الخامسة، المهرجان الثقافي الوطني للمسرح المحترف، مهرجان مسرح الأطفال، مهرجان مسرح العرائس، المهرجان الجهوي للمسرح المحترف والمهرجان الوطني لأغنية الراي في طبعته الرابعة. وتحتضن سيدي بلعباس أيضا الحركة التشكيلية التي ولدت في بدايات القرن ال 20، وبرز فيه نجوم كبار، كما يوجد بالولاية منذ العهد الاستعماري، المعهد البلدي للموسيقى، علما أنه تم في 2008 تدشين ملحقة معهد الموسيقى (بالعاصمة) وملحقة مدرسة الفنون الجميلة. توجد ببلعباس أيضا العديد من المهرجانات التي تكاد لا تنتهي، لعل أهمها المهرجان الوطني للحلقة الشعبية، والأيام الوطنية لمسرح الطفل ومهرجان المواهب الشابة، والمهرجان المحلي للفنون الشعبية. بسيدي بلعباس العديد أيضا من الهياكل الثقافية، منها مسرح الهواء الطلق، 4 قاعات سينما، المسرح الجهوي والمكتبات البلدية والريفية. تسعى بلعباس أيضا إلى إحياء تراثها، وكانت البداية من ترميم ضريح شاعرها الفذ وشاعر الجزائر مصطفى بن ابراهيم. بعد هذا التقديم الموجز للمشهد الثقافي لسيدي بلعباس، توالت على المنصة بعض الأسماء الشعرية، كان من بينها الشاعر الشعبي، واحد أحفاد مصطفى بن ابراهيم، السيد محي الدين قادر، وقد اختار من شعره الملحون قصيدة ”حسيبة بن بوعلي” احتفالا بالخمسينية، وجاء فيها ”صورة باقية والوقت عڤب”. كما قدم قصيدة ”الحر”، وهي نظرة خاصة بفلسفة الحياة، كلها حكم ودرر شدت انتباه الجمهور، كما طلب إلى المنصة مرة ثانية ليقدم قصيدة ”زينب”، أبدع فيها كل الإبداع، وزينب هي ابنته التي رزق بها بعد طول انتظار، ولم تفارقه حتى في هذه الزيارة إلى العاصمة، علما أنها لا تتجاوز ال 3 سنوات. صعدت بعده الشاعرة الشابة خيرة جلبيح وقدمت في الفصيح قصيدة ”الجزائر المجاهدة”، يقول مطلعها؛ ”ظلي تحدثينهم بالخير والبركات كلما حطموك بالطوب واللعنات، ركزت فيها على سخاء الجزائر وتسامحها. كما قرأت ”الحلم”، وفيه تقول؛ ”كما الزهر صار يكبر أكثر فأكثر ليصبح أخضرا، اخضر فصار يعبق ويملأ العالم مسكا وعنبر”، الشاعرة ”أم الجيلالي رشيد أبدعت في الملحون تماما، كما أبدع زوجها محي الدين، قرأت ”الشهيد”، و”سبحانك ياخالقي”. يتميز شعرها بالحكمة والهدوء. توالت القراءات، منها مقتطفات لقصائد الشاعرة جيملة كلال، رئيسة فرع سيدي بلعباس، وكلها في الفصيح، وكذلك محمد ملال الذي ركز على لون الغزل.