تم اليوم بالجزائر العاصمة، امام جمهور قليل، عرض المونودراما "صحا الفنان"، التي تغوص في فضاء الابداع الفني، وتنتقد ظروف الفنان في مجتمع استهلاكي، و ذلك في اطار الطبعة ال14 من مهرجان المسرح المحترف. و قد استمتع جمهور المسرح البلدي بالجزائر الوسطى، لمدة 60 دقيقة، بالعمل المسرحي الذي مثل الدور الرئيسي فيه، الفنان احسن عزازني، و الموسيقي عمار شريفي و من تأليف واخراج عمر فطموش. و يتمثل الدور الرئيسي في عازف كمان، ينقص وتر من آلته الموسيقية، حيث يدرك بسرعة ان جميع محلات الموسيقى التي يعرفها قد تحولت الى فضاءات "للاطعام السريع" في مجتمع استهلاكي "متردي"، حيث "يطغى مبدا الحرص على الربح السريع". و في محيط معادي لكل ابداع فني، حيث يتعذر ايجاد وتر لآلته الموسيقية، يقرر الفنان مغادرة البلاد و من اجل ذلك يذهب لرؤية "مول الخيط" احد التجار الدهاة الذي يعرف كل الحيل لتفادي المشاكل و الذي يوفر له تأشيرة. و في الضفة الاخرى من المتوسط ينجح الفنان و يجد ضالته، حيث تمكن من تعلم العزف على الكونتروباس و هي الالة التي اشتراها بدون غلاف، واضطر عند رجوعه الى البلاد لنقله في نعش مدعيا انه جثمان زوجته، المرأة الفرنسية التي تزوجها و نجح في جعلها تعتنق الاسلام. و قد سمح هذا الشكل الجديد الذي يمزج المسرح بالموسيقى الذي اراد عمر فطموش "تجربته" مع فرقته، بإحداث "تقارب اكبر مع الجمهور"، مما سهل من توصيل الرسالة". و يرمز الوتر الناقص من الكمان، الى جميع الافات الاجتماعية، حيث استطاع احسن عزازني ان يطرح بمهارة اشكالية "فضاء الابداع الفني و الانتاج في الجزائر". للتذكير ان المونودراما "صح الفنان" التي انتجت في سنة 2019 من قبل تعاونية "مسرح السنجاب" ببرج منايل بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري و التي برمجت خارج الطبعة ال14 من مهرجان المسرح المحترف، ستتبع بمسرحية "الصفقة" للمسرع الجهوي بتيزي وزو. و يتواصل المهرجان ال14 للمسرح المحترف الى غاية 21 مارس بتقديم عشرة عروض ضمن المنافسة بالمسرح الوطني الجزائري، و تسعة اخرى خارج المنافسة مبرمجة بالمسرح البلدي بالجزائر الوسطى، و بفضاء حاج عمار و هي قاعة ملحقة بالمسرح الوطني الجزائري.