قال الكاتب الصحفي الفلسطيني، ثائر نوفل العطيوي، إن الوضع في غزة قابل للتصعيد خلال الساعات القادمة، حيث ترغب حكومة الاحتلال الإسرائيلي في جر قطاع غزة إلى حرب مفتوحة، معتبرًا أن حق الرد مكفول لفصائل المقاومة الفلسطينية لكنهم لا يرغبون في تحقيق رغبات الاحتلال وخوض حرب أخرى جديدة.. وإليكم نص الحوار: - ما هي مستجدات الوضع داخل غزة في ظل تصاعد القصف الإسرائيلي؟ *مستجدات الوضع الميداني في قطاع غزة منذ صباح السبت، أسفرت عن استشهاد طفلين، لم تتزاوج أعمارهما الخامسة عشر، نتيجة استهداف طائرات الاحتلال لمكان كانوا يمرون بالقرب منه ، مما أسفر القصف عن إصابة 15 مواطناُ وصفت جراحهم بالمتفاوتة، ولا يزال تصعيد المحتل مستمراً للحظة من خلال اطلاق صواريخ الاستطلاع لمناطق متفرقة من محافظات قطاع غزة . - ما سبب التصعيد منذ البداية ؟ *التصعيد يعود إلى أن الاحتلال يواجه مسيرات العودة السلمية مع السياج الفاصل للكيان الإسرائيلي، و التي انطلقت منذ30 مارس الماضي، بصورة قمعية ووحشية، حيث يواجه صدور الأطفال والشباب العارية بالقنص؛ مما يؤدي إلى وقوع خسائر في صفوف المتظاهرين السلميين بين شهيد وجريح، وغالبا ما تكون الإصابات بين حالة متوسطة وحرجة ، تؤدي إلى حالات البتر أو الإعاقة الدائمة أو الاستشهاد ، و الجدير بالذكر أن حالة التصعيد " الإسرائيلي" جاءت نتيجة ابتكار الشباب المقاوم سلمياُ للاحتلال، لما بات يعرف في "الطائرات الورقية الحارقة" التي يطلقها المتظاهرون لتصل إلى الحقول الزراعية المحاذية للسياج الفاصل مع دولة الاحتلال، والتي ألحقت بها خسائر كبيرة، نتيجة اشتعالها بفعل الطائرات الورقية الحارقة. -هل هناك رد متوقع من قبل الفصائل الفلسطينية المسلحة "حماس - الجهاد" ؟ *الفصائل الفلسطينية المقاومة تتحلى بضبط النفس، مع الاحتفاظ بحق الردع من خلال إطلاق بعض القذائف الصاروخية محلية الصنع، ولا تسعى إلى الانجرار وراء مخططات الاحتلال من خلال الفعل وردة الفعل التي يريدها العدو، واتساع رقعة المواجهة لتشمل حرباً مفتوحة يصعب السيطرة على نتائجها من كلا الطرفين، وليس من طرف واحد، لأن هنا في حالة تصعيد الاحتلال واستمرار القصف والعدوان الإسرائيلي، لن تقف فصائل المقاومة مكتوفة الأيدي، وستدافع عن شعبها بكل السبل المتاحة والمستطاع. - هناك حديث عن محاولات مصرية لتهدئة الوضع، ما حقيقة ذلك؟ *أفادت قناة "الغد العربي"، بأن هناك جهود مصرية تبذل للتوصل إلى وقف إطلاق النار والتهدئة دون التطرق إلى تفاصيل أكثر، إضافةً ، وفيما أشارت مصادر إعلامية "إسرائيلية " إلى أن هناك جهود يبذلها مبعوث الأممالمتحدة للشرق الأوسط" نيكولاي ملادينوف" مع دولة الاحتلال وبوساطة جمهورية مصر للعمل على تهدئة الأوضاع. -هل تشترط إسرائيل وقف بالونات الهيليوم مقابل وقف القصف؟ *نقلت المواقع الإعلامية " الإسرائيلية" أن وقف إطلاق النار والقصف من قبل الاحتلال مشروط بوقف إطلاق الطائرات الورقية الحارقة، وليس فقط وقف إطلاق الصواريخ محلية الصنع باتجاه مستوطنات غلاف غزة ، كما جاء على لسان رئيس أركان جيش الاحتلال "غادي أيزنكوت"، وهذا يدلل بأن نوايا الاحتلال تميل إلى حالة التفكير المسبق نحو التصعيد، وجر غزة إلى عدوان جديد وحرب خامسة، وذلك وفق تهديدات جيش الاحتلال بأن العدوان القادم سيكون أشد من سابقة عام 2014. - هل هناك رابط بين زيارة وفد من حماس لمصر والقصف؟ *من المؤكد أن دولة الاحتلال لا تريد لشعبنا خيرا، ولا تريد له وحدة الصف والمصير، وبقاء الواقع الفلسطيني قائم على الانقسام السياسي وعدم التوصل إلى رؤية وطنية وحدوية شاملة تضم كافة فصائل شعبنا ومكوناته ، لأن الاحتلال متيقن أن في وحدة شعبنا الفلسطيني وفصائله تحت إطار واحد ، لن يكون بمقدوره الاستمرار في مسلسل فرض الإجراءات والقرارات التعسفية وتهويد المقدسات واتساع رقعة الاستيطان ، بل في وحدتنا الوطنية الشاملة سيكون الاحتلال مجبراً بعدم التهرب والالتفاف على الحقوق المشروعة لشعبنا في الحرية وإقامة الدولة المستقلة، والقبول بفكرة حل الدولتين وفق أسس كلفتها القوانين والتشريعات الدولية واتفاقية السلام التي وأدها الاحتلال في مهدها. - ما هي توقعاتك للوضع الأمني داخل قطاع غزة في الساعات القادمة؟ * الوضع الأمني في الساعات القادمة مرهون بعدم تصعيد الاحتلال وزيادة وتيرة قصف طائرات الاحتلال في ساعات الليل المتأخرة، لأنه كما أشرنا مسبقاً في بداية حديثنا بأن الاحتلال هو معني بحالة التصعيد ويهدف لها من أجل إلحاق أكبر خسائر في صفوف المواطنين العزل الأبرياء، والمقاومة الفلسطينية ترد من باب الدفاع عن شعبنا الذي هو حق مشروع في ظل آلية الرد غير المتكافئة بين ما تمتلكه المقاومة من قذائف محلية الصنع، وما بين ما تمتلكه قوات الاحتلال من إمكانيات عدوانية متطورة، وهنا لا بد من الإشارة الهامة بأن كل التوقعات والخيارات مفتوحة في ظل تصعيد الاحتلال واستمرار القصف والعدوان على غزة، وعدم رضوخه وقبوله لوساطة مصر في نزع فتيل الحرب والمواجهة المفتوحة، وتثبيت تهدئة في وقف إطلاق النار ، لأنه كما أوضحنا فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني لا يريدون خوض حرب جديدة أخرى، ولكن في المقابل لنا الحق المشروع بالرد على تصعيد الاحتلال.