استغل المغرب تصريحات سفير الولاياتالمتحدة الجديد لدى المملكة، صاموئيل كابلان، الذي صرح "أن المغرب حليف استراتيجي وشريك أساسي وصديق دائم للولايات المتحدة"، في محاولة منه للتقليل من أهمية ما صرح به باراك أوباما منذ أيام في ما يخص قضية الصحراء الغربية، وتغيير وجهة نظر البيت الأبيض في قضية لازالت تستغلها المغرب بمناسبة أو في غير مناسبة، وكأن السفير الأمريكي في المملكة المغربية له سلطة أعلى من سلطة الرئيس الأمريكي، من وجهة النظر المغربية، التي أفرحها خطاب دبلوماسي أملته مراسيم ما قبل التنصيب، واستغلت وسائل الإعلام المغر بية تصريحات كابلانفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، الذي صرح "سأدعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، للعمل مع المغرب وأطراف أخرى في المنطقة من أجل حل سياسي، عادل ودائم ومقبول لدى الجميع"، وكأن الجزائر بعيدة عن دعم هذه الجهود التي لا تطالب سوى بحل عادل وشامل تحت إشراف الأممالمتحدة. وحين تحاول المملكة المغربية استثمار تصريحات صاموئيل كابلان، في ما يخص الحريات وحقوق المرأة والتعددية الإعلامية في المغرب، وتؤكد على لسان كابلان أن المملكة المغربية حليف استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، فإنها تشير إلى عدم أهمية الجزائر كقوة إقليمية لها وزنها العربي والدولي. وطبيعي جدا أن يرى السفير الأمريكي، الذي لم يعين بعد المغرب حليفا استراتيجيا، بما أنه يفتح أراضيه كقواعد عسكرية أمريكية التي رفضت الجزائر حتى مناقشة القضية، حفاظا على السيادة الوطنية. كما افتخر المغرب الرسمي بثناء السفير عليه باحترام المملكة للشعائر الدينية اليهودية، وغيرها، معتبرا أن المملكة بلد الحريات الدينية. لكن هذا المغرب الذي يفتخر بما أضفاه عليه الأسياد، نسي أنه ضيّق الخناق على شعب عربي مسلم، وحرمه من حريته وسيادته على أراضيه، في الوقت الذي يفتح الباب واسعا أمام عصابات الصهاينة بداعي حرية العبادة.ّ وإن كان المغرب يحاول بهذه التصريحات الدبلوماسية، رأب الشرخ الذي خلفه تصريح الرئيس الأمريكي بخصوص قضية الصحراء الغربية، فإن التوقيت والشخصية المعنية تمثل سياسة بلد كبير، قرارات رئيسه لا تخصه وحده، بل تخص الأمة كلها، لذا فمحاولة الاستثمار في مثل هذه التصريحات التي أملتها الظروف الدبلوماسية، قبل التنصيب ومحاولة التقليل من حجم الجزائر، لا يعدو أن يكون جرعة هواء يريد المغرب التنفس من خلالها.