رفض سكان العمارة المنهارة ب 20 شارع غلام محمد بالمندوبية البلدية سيدي البشير "بلاطو"، التوجّه نحو المجمّع السكني "بن فريحة" الذي عرضته عليهم السلطات المحلية لدائرة وهران، مطالبين بالتوجّه نحو المجمّع السكني "البركي" وهو ما تمّ رفضه من السلطات نتيجة عدم استكمال البرنامج السكني بالمنطقة من تهيئة خارجية وربط بالمياه والغاز ومختلف المتطلبات الضرورية للعيش. حيث أكد رئيس دائرة وهران "رحمون مراد" في ندوة صحفية تم عقدها أمس، عقب انهيار عمارة بحي "بلاطو"، أن السلطات ستتكفّل بالعائلات المتضرّرة، وقد تم بالفعل إحصاء العائلات التي كانت تقطن فعليا بالعمارة وتم تقديرها ب 18 عائلة، حسب التحقيقات التي تم القيام بها والتي تم فيها الاعتماد على عقود الملكية للشقق السكنية المتواجدة بالعمارة، وعليه فستحصل كل العائلات على حقها بالسكن ولن يتم إقصاؤها، فيما رفض ذات المتحدث استثمار بعض الأطراف في أزمات الغير على حد تعبيره، سواء من المتحايلين الذين يحاولون الحصول على سكن بادعائهم السكن في العمارة أو غيرهم من الذين يطعنون في وقوف الجهات الرسمية مع العائلات التي هي نفسها تشهد بالتكفّل الجيّد بها. هذا وقد رفضت العائلات المتضرّرة التوجّه إلى المجمّع السكني ببن فريحة، أين طالبوا السلطات بأن توفر لهم السكنات المتواجدة بمجمّع البركي، وهو ما أكد رئيس الدائرة أنه أمر مستحيل وأن ما يطلبه السكان المتضرّرون هو شرط تعجيزي، لأن المجمّع بالبركي لا يزال عبارة عن ورشة أشغال لا يمكن أن يسكن بها المواطنون حاليا، خصوصا أن معهم أطفالا، فضلا عن أن أشغال التهيئة والربط بقنوات الصرف الصحي والتزويد بالكهرباء والغاز لا تزال لم تستكمل لحد الآن وعليه فإن السكنات الجاهزة حاليا هي تلك المتواجدة ببن فريحة، وكانت السلطات قد أعلنت بالفعل عن جاهزيتها قبل حدوث انهيار العمارة بأيام عديدة. تجدر الإشارة، إلى أن المجمّع السكني بحي "البركي" لن يكون جاهزا قبل أربعة أشهر من الآن وعليه فقد تم تجهيز قرارات الاستفادة من السكنات المتواجدة ببن فريحة للسكان المتضرّرين من انهيار العمارة، ولا يزال الرفض هو الموقف الذي اجتمع عليه كل السكان، في انتظار إيجاد حل آخر لهم من قبل السلطات أو قبولهم التوجّه إلى الموقع المحدّد لهم، علما أن سبب الرفض، حسب ما أفادت به بعض العائلات هو بُعد منطقة بن فريحة عن الحي الذي كانوا يقطنون به والمتواجد بقلب وهران، مما يصعب عليهم العيش في منطقة أخرى بعيدة كل البعد عن التي ترعرعوا بها، على حد تعبيرهم. في سياق متّصل، أكد والي ولاية وهران "مسعود جاري"، أنه قد تم إحصاء 600 عمارة هشّة مصنّفة في الخانة الحمراء وتشكّل خطرا حقيقيا على قاطنيها الذين تم تقدير عددهم ب 6500 ساكن، وهم الذين سيتم ترحيلهم إلى سكنات جديدة قريبا بالنسبة للذين تم وضعهم في برنامج الإسكان وفق البرامج المتاحة في الفترة الحالية، أما البقية فسيتم العمل على إعادة إسكانهم في القريب العاجل وهو ما تعمل عليه السلطات الولائية، من خلال الجهود التي تقوم بها مع مختلف المصالح.