لأن الإنسان صاحب طبع اجتماعي، فإنه غير قادر على العيش وحيدا والقيام بكافة احتياجاته من دون مساعدة الآخرين، ومن دون أن يحتك بهم، فما يتقنه إنسان معين لا يتقنه إنسانٌ آخر، لهذا السبب فالمعيشة على الأرض تكاملية بطبيعتها، إذ إن التكاملية تعطي انطباعا على أن البشر هم جسد واحد وكل إنسان يشكل خلية في هذا الجسم الكبير، من هنا فاختفاء الإنسان أو تقوقعه أو انغلاقه على ذاته لن يكون ولا بأي حال من الأحوال في خدمة للبشرية، فهذا الإنسان يمتلك العديد مما لا يمتلكه غيره . span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"الاستشارة من أبرز مظاهر التعاون بين البشر، هي عملية طلب النصح من الآخرين في الأمور المختلفة سواء العامة أو الخاصة، بحكم أنهم يمتلكون خبرة في مجال الاستشارة، أكثر من باقي الناس، مما سيعطي خبرة جيدة عن هذا الموضوع، حيث تساعد هذه الخبرة في اتخاذ القرار المناسب والصحيح. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"إنها عملية أخذ الآراء من المختصين أو من ذوي الخبرة الحياتيّة، مما سيؤدي إلى الوصول إلى القرار الصائب وبأفضل صورة. وإن استشارة الآخرين في الأمور المختلفة أمر حثت عليه كافة الديانات لأهميتها، وهي أمر مارسه المصلحون وبدرجة كبيرة جدا، كونهم يمثلون القدوة لمختلف أصناف الناس، ولهذا السبب فإن الإنسان يتوجب عليه أن يكون دائم الاستشارة لغيره من الناس وخاصة من ذوي العقول الراجحة. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"تكمن أهمية الاستشارة، في أنها توسع تفكير الإنسان وترفعه إلى درجة الرقي، وتعمل وبشكلٍ كبير جدا على أن تصقل شخصيّته، وعلى أن تضع بصره على نقاط لم يستطع هو نفسه رؤيتها بسبب سيطرة تفكير آني على تفكيره، مما غير من اتجاه تفكيره وأبعده عن النقطة التي اتضحت له عندما استشار إنساناً آخرا. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"والاستشارة أيضاً قد تريح الإنسان في حال كان رأيه خاطئاً، لأنّه سوف يبرئ نفسه من تهمة التقصير التي كانت ستجعله يندم وبشكل كبير جدا على كل لحظة لم يعطِ فيها الموضوع حقه. span style="font-family: "Arial","sans-serif"; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin; mso-bidi-font-family: Arial; mso-bidi-theme-font: minor-bidi;"ان الاستشارة لم تكن يوما ما ترفا وإنما ضرورة، لأنه لو عدنا إلى ما ذكرناه عن أن الناس يشكلون في مجموعهم جسدا واحدا وكبيرا وأن الإنسان ما هو إلا جزء من هذا الجسد، من هنا نجد أن الإنسان محتاج وبشكل كبير جدا لباقي الأجزاء، فمجموع الآراء تعطي رأيا أقرب إلى الصواب، لأن كل إنسان قادر على أن يرى ما لا يراه غيره من الناس، مما سيعمل على تكوين الصورة الكاملة الحسنة والجيدة التي ستوصله إلى القرار الصحيح والصائب في نهاية المطاف. ناصح