ينطلق اليوم أول فوج لحجّاجنا الميامين إلى بيت الله الحرام بحيث حضرت العائلات على قدم وساق للمناسبة الهامة والعظيمة فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وعمت الفرحة قلوب الحجّاج وعائلاتهم قبيل المغادرة وأقيمت الوعدات والولائم لتوديع الأهل والأحباب والأقارب بالفرحة الممزوجة بالدموع. حدادي فريدة تحكم العائلات الجزائرية مجموعة من العادات الحميدة لتوديع الحجّاج فالمناسبة عظيمة إذ تقام الوعدات التي يحضر فيها الأقارب وتكون أجواء الفرحة عارمة كما تحضر بعض الأكلات ليأخذها الحجّاج معهم على غرار المبرجة والرفيس كفأل حسن. وعدات وصدقات جرت العادة ان يقوم الحجّاج بإقامة الوعدات قبل مغادرتهم ارض الوطن متوجهين إلى بيت الله بحيث يستقبلون أقاربهم وأحبابهملتوديعهم وتقاسم معهم أجواء فرحة أداء الركن العظيم ويحضرون الكسكسي في الوعدات ويكون للفقراء نصيبا منه من باب التصدق الذي يضاعف الأجر للمقبلين على أداء فريضة الحج. قالت إحدى السيدات إن أمها سوف تغادر ارض الوطن اليوم ولذلك فالأجواء التي عمت عائلتهم هي أجواء لا مثيل لها فالفرحة غمرت قلب الأم وكل الأبناء وعن التحضيرات قالت: بكل تأكيد التحضيرات انطلقت منذ ايام بحيث تم تحزيم الحقائب والأمتعة والتي تشتمل ملابسها وأغراضها كما حضرنا لها أكلات تقليدية وحلويات جافة طويلة الصلاحية على غرار الرفيس إلى جانب المعارك لتأخذها معها وقبيل مغادرتها أقاموا وعدة حضر فيها الأقارب من اجل توديعهم فالأرض الطيبة هي بعيدة المسافة ويحتمل ان يعود الحاج أو لا يعود لذلك قالت إنهم يودعون أمهمبالفرحة لأداء الركن والدموع خوفا من أي طارئ. الأطقم البيضاء تزيّن الحجّاج اعتاد الحجّاج على لبس اللباس الأبيض الذي يرمز إلى النقاء والصفاء والنية الخالصة لله سبحانه وتعالى فالحاج أو الحاجة فلا بديل لكليهما عن اللباس الناصع البياض الذي يزيد الحجّاج بهاء ونورا بحيث اصطفت المحلات بالألبسة الخاصة بالحجّاج على غرار القمصان بالنسبة للرجال والحجابات البيضاء بالنسبة للنساء. التقين بالسيدة ذهبية على مستوى محل لبيع مستلزمات الحجّاج بالجزائر العاصمة فقالت إنها وفدت إلى هناك من اجل اقتناء ملابس لأمها التي تحضر لأداء الحج بحيث اشترت لها حجابا وخمارا أبيضين إلى جانب الحذاء فاللون الأبيض يعطي ميزة ووقار للمقبلين على أداء الركن الأعظم. أكلات تقليدية متنوعة دأبت العائلات الجزائرية تحضير بعض الحلويات الجافة والمعجنات والأكلات التي يأخذها الحجّاج كمؤونة معهم في سفرهم إلى بيت الله على غرار الرفيس والمبرمجة والمقروط والمعارك حلوى الطابع وغيرها وهي في مجملها اكلات تدوم صلاحيتها لفترة وهو ما عبرت عنه السيدة وردة التي قالت إن والديها سوف يؤديان ركن الحج لذلك قامت بتحضير بعض الأكلات لهما على غرار حلوى الطابع والرفيس فهي عادات حميدة وفألا حسنا للحجّاج كما وزعوا الصدقات على الجيران والكسكسي من باب تقاسم الفرحة والأجواء البهيجة التي غمرت العائلة منذ ظهور اسم أبويها في القرعة والظفر بفرصة العمر لأداء الركن الخامس في الإسلام. رغم أجواء الفرحة لا تخلو لحظات توديع الحجّاج الميامين من حزن الفراق فهي فرحة ممزوجة بالدموع التي يعيشها الحجّاج وذويهم ففراق الأهل والأحباب صعب لكن الأرض الطيبة تنادي فلابد من تلبية النداء فلبيك اللهم لبيك