زخم الأسواق عشية عيد الأضحى حدادي فريدة ها هي العائلات الباتنية بعاصمة الاوراس ، كغيرها من الأسر الجزائرية، تبدأ تحضيراتها لعيد الأضحى المبارك بداية من شراء التوابل، ووصولا إلى أداء صلاة العيد والنحر، وغيرها من المحطات التي تمزج بين العبادة والتقاليد، وخلال تواجدنابمحلات بيع التوابل في الولاية المذكورة أعلاه، كانت تشهد إقبالا منقطع النظير من قبل النسوة، لشراء مختلف التوابل التي تحتاجها السيدات يوم العيد، على غرار القصبر، الفلفل الأسود، الفلفل الأحمر، الكمون، هذه الأنواع الأكثر طلبا، كونها تعطي نكهة خاصة في الطهي، خاصة إذا تم استعمالها في إعداد "أحشاء الكبش"، أو ما يسمى ب"العصبان"، وغيرها من الأكلات المشهورة في المنطقة خلال أيام العيد، إضافة إلى الزعيترة والقرفة والحمص وغيرها. وهو ما لاحظناه ، خلال تواجدنا بالسوق الشعبي المعروف بالرحبة وسط مدينة باتنة، وأسواق اخرى متواجدة بالولاية ، وفي خضم هذه الأجواء، التقينا بإحدى السيدات التي كانت بصدد شراء مختلف لوازم العيد، ومن بينها التوابل، والتي قالت بأن من دون هذه التوابل، لا يمكنها الطبخ، خصوصا صبيحة العيد، باعتبار أن هذه التوابل تضفي نكهة خاصة على الأكل، وفي محل آخر، كانت سيدة، في العقد الثامن من العمر، منهمكة في شراء التوابل وبكميات كبيرة، على اعتبار أن العديد من الأطباق تُحضر أيام العيد بها، مع التركيز على أن تكون جديدة وذات نكهة معينة. ولاحظنا ، أن السيدة ركزت اهتمامها في اختيار أنواع محددة من التوابل وشمها قبل اقتنائها، وحين استفسارها عن طريقتها هذه، صرحت قائلة: "بحكم سني وخبرتي في شراء هذا النوع من التوابل، فإنني أتعرف عليها إن كانت جديدة، وذات طعم خاص، من خلال شمي لها، خصوصا إذا تعلق الأمر بالقصبر، الذي لا يمكن لأحد تجاهل رائحته عندما يكون جديدا". ويبقى لكل موسم ديني مستلزماته الخاصة، التي لا يمكن لأي عائلة جزائرية الاستغناء عنها وتجاهلها، بل على العكس، تحرص جل العائلات على الاستعداد التام والكامل لمختلف المناسبات، خصوصا إذا ما تعلق الأمر بتأديتهم لواجب ديني. رائحة الشواء و"البوزلوف" تعم كل البيوت في أول أيام العيد لكل ولاية عاداتها وتقاليدها في أول أيام عيد الأضحى المبارك، وهو نفس الشيء بولاية باتنة حيث تتفنن ربات البيوت في تحضير أطباق تقليدية، يشتهر بها المطبخ الاوراس، منها "البوزلوف، البكبوكة أو الدوارة" وخصوصا "العصبان". هذه الأطباق لا يكاد يمر العيد من دون حضورها على المائدة في اليوم الأول والثاني منه، حرصا من العائلات على المحافظة على التقاليد وإرضاء رغبات عشاق تلك الأطباق والأكلات، لكن في المقابل، هناك عائلات تتخلى عن بعض أعضاء الكبش، كالرأس والجهاز الهضمي، تجنبا لتنظيفها وإعدادها، معتبرين ذلك من الأعمال الشاقة، ليكون "الحل" في الأخير، هو التصدق بها للعائلات التي لم تقتن كبش العيد. ولازالت العائلات تحافظ كذلك على عادتها قبل حلول عيد الأضحى المبارك، منها صيام العائلة يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وكذا صبيحة يوم العيد، عن الأكل، من الصباح إلى غاية العودة من صلاة العيد، والإفطار على كبد الكبش الذي ينحر، وعن أجواء العيد، اقتربت الراية لجزائرية من إحدى السيدات، التي قالت بأن رب الأسرة وبعد عودته من صلاة العيد، يستعد لنحر الأضحية، في حين تقوم ربة المنزل بالتحضير لطهي كبد الكبش مباشرة بعد النحر، لتفطر عليها العائلة، خصوصا الذين يصومون إلى غاية الإفطار بالكبد. وفي نفس الإطار، لازالت بعض العائلات متمسكة بالعادات التقليدية، فمن الأساسيات طهي طبق "البوزلوف"، في اليوم الأول من العيد، بالإضافة إلى "الدوارة"، وفي المساء وبعد الانتهاء من تنظيف أحشاء الكبش، ترى نساء العائلات يقمن بتحضير أكلة "العصبان" المتعبة عملية إعدادها، ولكن وجودها ضروري، حيث يقمن بتقطيع الدوارة إلى قطع كبيرة وخياطتها قبل ملئها بالأمعاء الدقيقة والغليظة والحمص أو الأرز، والتي تكون مطهوة ببعض البهارات، ويتم غلقها بالإبرة والخيط، وبعد أن تطهى، تقدم كطبق رئيسي يوم العيد، وهكذا يقضي أبناء عاصمة الاوراس، أولى أيام عيد الأضحى المبارك.