اضطر الكثير من المرضى إلى تأجيل مواعيد إجراء العمليات الجراحية إلى ما بعد شهر رمضان من أجل التمكّن من صيامه، لكن هذا التأجيل قد لا يصبّ صالح هؤلاء المرضى في كل الحالات. يوضح محفوظ نواري الأخصائي في جراحة القلب، أنّ هناك بعض العمليات الجراحية التي تكون مستعجلة ولا يمكن تأجيلها لأيّ سبب كان ولو تعلّق بشهر الصيام، لأنها الحلّ الوحيد لإنقاذ المريض وأيّ تأخير قد تنجم عنه مضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة أو عاهات مستديمة . ومن أمثلة تلك العمليات، ذكر المتحدث على سبيل المثال المرحلة الأخيرة من التهابات الزائدة الدودية والمرارة، بعض الاصابات التي ينجر عنها دخول شيء غريب إلى الجسم، ما قد يؤدي إلى نزيف حاد، بفعل حوادث المرور ومختلف الكسور، وكذا حالات الولادة القيصرية وبعض حالات الإجهاض الضروري. بالموازاة مع هذا، هناك عمليات أخرى تعدّ حلاّ لبعض الأمراض وإذا انتظر الفرد لبعض الوقت فلا ضرر، ولكن يجب أن لا يطيل التأجيل على حدّ تعبير الطبيب، في حين توجد عمليات جراحية بسيطة ترتبط بأمراض مختلفة ولا ضرر لو تأجّل إجراؤها مدّة من الزمن توافق صيام الشهر الكريم أو أكثر. ومن العمليات التي يمكن تأجيلها، أشار المتحدث إلى وجود الحصوات في المرّارة أو الكلية، البروستات، العمليات الجراحية التجميلية، وجود تكيسات في الجلد والتي يمكن تأجيلها دون وجود خطر وذلك بقرار يتخذه الأطباء، إضافة إلى عمليات زرع الأعضاء ويختلف هذا من حالة إلى أخرى. هذا وأشار الأخصائي المذكور، إلى أنّ عمليات الجراحة لا تشكل خطرا على المرضى إذا صاموا، ولكن الخطر في العلل في حد ذاتها، ويضيف في الجانب ذاته: “إنّ العملية الجراحية لا تخلّ من الصوم لأنها تحتاج أصلا إلى صيام الفرد ساعات قبل إجرائها، لكن الإفطار يعدّ أمرا ضروريا ولا يتعلق الأمر بالطعام والشراب ولكن بعض المواد المغذية التي تدخل إلى جسم المريض فتجعله يُفطر لا محالة. الأمر نفسه بالنسبة لما بعد العملية الجراحية، فعادة ما يحتاج المريض إلى التغذية الجيّدة، لذا يمكن أن يعرّضه الصوم إلى مضاعفات خطيرة”، كما أنّ إجراء عملية جراحية يستلزم الإفطار لعدّة أيام، حيث يحتاج المريض إلى غذاء صحي وسوائل، إضافة إلى الأدوية التي يتم وصفها. ويبقى الطبيب المشرف على العملية هو من يحدّد نوعها والزمن اللازم لإجرائها، فهناك عمليات تؤجل لأيام فقط وأخرى تؤجل لشهور وذلك حسب حالة كل مريض. نصائح طبية لمن أجروا عمليات جراحية في رمضان من أهم النصائح التي قدمها د/ نواري، لأصحاب العمليات الجراحية عامة، هو تجنب تناول المنبهات على غرار القهوة والشاي والابتعاد على البهارات والأغذية المقلية، كما ينصح الأخصائي ذاته بشرب كمية من السوائل، الراحة وتجنب الإجهاد البدني والنفسي، اضافة إلى المتابعة الطبية المستمرة بعد العملية الجراحية.